من رحمة الله عز وجل أن جعل للعبد أبواباً كثيرة يكفر بها خطاياه ويضاعف بها حسناته، ومن هذه الأبواب باب صوم النوافل، فعلى العبد أن يستغل الفرصة ويكثر من صوم النوافل ليكفر الله عنه سيئاته وخطاياه ويرفع درجاته ، فيحرص المؤمن دائما على ما يقربه إلى الله عز وجل، ويغتنم كل فرصة وكل مناسبة ليكثر فيها الزاد، ويحصل بها الاستعداد ليوم المعاد، وقد وردت الأحاديث صحيحة -كثيرة- في فضل صيام التطوع؛ فمنها ما يكفر ذنوب السنة الماضية والقابلة كصيام يوم عرفة لغير الحاج، ومنها ما يكفر ذنوب السنة الماضية كعاشوراء، ومنها ما يعادل صيام السنة كلها كصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وستة أيام من شهر شوال، ومنها ما كان يصومه النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ تعرض فيه الأعمال (الإثنين والخميس).
وصيام النوافل فيه إعداد للنفوس لتعيش الأجواء الروحانية في شهر رمضان، فـكلما اقترب شهر رمضان يَجْـدر بنا أن نُـذكر بعضَـنا بالصيام، وكيف نستعد للشهر المبارك، وأن نتعاون على صيام الأيام الفاضلة
فللصوم أجر عظيم لا يعلم به إلا الله تعالى، فالله عز وجل هو فقط من يجزي به، ورد في الحديث القدسي أن الله ـ عزّ وجل ـ يقول: :كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به
فمن صام يوما تطوعا حاز الدرجات العلى، وأحبه الرحمن، والاستمرار على ذلك جالب للأجر الجزيل والتوفيق العظيم، لذلك نجد أن للصيام بشكل عام ولصيام التطوع بشكل خاص فضل وأجر كبير، لذلك لنحرص على هذه العبادة، فلابد وأنك وجدت أحد أنواع الصيام تناسبك وتستطيع أن تلتزم بها، وتذكر قليل مستمر، خير من كثير متقطع .
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين