يقول الله تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئَاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئَاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}....
لو أن كل إنسان وضع هذه الأية نصب عينيه في أي أمر يصيبه في هذه الدنيا، لعلم علم اليقين ولرضي تمام الرضا أن كل مايحصل له من أقدار أنها من عند الله أرحم الراحمين، فما كتبها لنا ولا قسمها إلا لخير كثير يقصر علمنا عن الإحاطة به، وإن بدا لنا في ظاهره الشر .
ولنا في أنبيائنا عليهم أفضل الصلاة والسلام خير مثال...فقصة يوسف مع إخوته وكيف أنهم كادوا له كيدا وأرادوا أن يقللوا من شأنه وقدره، فجعل ربي كيدهم سبب لرفعه شأنه ومكانته وصار عزيز مصر، فصَدَقَ الله القائل: {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئَاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرَاً كَثِيرَاً}....
وكذلك قصة موسى عليه السلام مع الخضر،فكل عمل يعمله الخضريسائله موسى عنه لأنه يرى فيه شراً، ثم لما بين له الخضر حقيقة الأمر عرف موسى أن الخير والصواب فيما اختاروه الخضر، فأي شي يصيبنا بحياتنا نتذكر قصصهم ونعلم أن الله سبحانه أعلم بماهو في مصلحتنا، وكم من شر حسبناه كذلك ثم تبين لنا فيما بعد بأن وراءه خيراً كثيراً.
وهذه هي حال الدنيا ابتلاء واختبار للعبد من رب العباد سبحانه، والمعمول عليه هو نتيجة الإبتلاء، فمن صبر عند الضراء وشكر عند السراء فهو من الفائزين.
فالإنسان ياخذ بالأسباب، ثم يطمئن إلى ماكتبه الله له وأنه من رحمته وحكمته، (وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللهُ واسِعٌ عَلِيم).