إن عمر الإنسان مهما طال فهو قصير ؛ لإنه آيل في النهاية الى انقطاع محتوم ، وأجل مرسوم ، وإذا تأملنا حياتنا ، وتداول الأيام فيها بين بني البشر نوقن أن الحياه ماهي الإ سحابة صيف ثم تنتهي .
نعم هذه إرادة الله في الخلق وتدبيره في الكون فأين اجدادانا ؟! واين احبابنا ؟! كلهم رحلوا عن الدنيا ، فأحمدي الله أخيه أنك مازلت في الدنيا ، وأنك على دين الإسلام، واطلبي من الله أن يمد في عمرك بالعمل الصالح ، ومن الأعمال الصالحه والتي يجب أن تكون جزء لا يتجزأ من يومنا كما هي سائر العبادات المفروضه : ((الصدقه )) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين الاثنين صدقة وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة وتميط الأذى عن الطريق صدقة ] متفق عليه
فإذاً كل جزء يحتاج صدقه ، وصلاة الضحى هي صدقه لأعضائك
قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } البقرة / 254 .
ومن عظيم فضل الله على عباده أن الإنفاق لايعني المال فقط بل المساعدات العينيه او الجسديه كل انسان بما يستطيع فلا يغيب عنا حديث اهل الصفه عندما اتوا الى النبي صلى الله عليه وسلم يشكون حالهم ويقولون لقد سبقونا اهل الدثور بمالهم فعن أَبِي ذَرٍّ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ قَالَ أَوَ لَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً))
كما أن المال القليل الدائم خير من كثير منقطع لذلك يجب أن نروض انفسنا ونعودها على بذل المال او المنفعه للأخرين بل حتى الابتسامه صدقه ان كانت ابتغاء وجه الله ومرضاته ، كما أن صدقه السر تدفع مصارع السوء وقال صلى الله عليه وسلم: إن صدقة السر تطفىء غضب الرب، وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء، ونحن جميعنا نحتاج أن تدفع عنا البلايا بل أذكر قصة إمرأه سوريه كانت تقدم الكثير من المساعدات قبل الحرب الواقعه وبعد الحرب لم تتغير بل زادت في مساعدات من تسطيع مساعدته وفضل الله غمرها بلطفه وفضله فقد تم بفضل الله منحها. جنسيه المانيه وترحيلها الى المانيا مع كامل اسرتها دون أن تتعرض لأذى وهذه مكافأت الاهيه يمنحها من شاء ، لكن نور الصدقه والمساعده لا ينطفئ ، فقد يجد صانعها المكارم والفضائل معجله وكأنها هدايا من الرب لعبده وصدق رسولنا الكريم (( مانقصت مال من صدقه بل تزيده)) ، بل وحتى إن لم تطل فضائل الصدقه الدنيا هي بالآخره ثواب جزيل فالله لايضيع اجر من احسن عملا ... فيا اخيتي تداركي مابقي من العمر وامنحي نفسك الفرصه العظيمه بتجارة مع رب العباد .