الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، انعم الله على الانسان بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى وقال تعالى فى كتابة ( وان تعدو نعمة الله لا تحصوها ) لو حاولنا أن نحصى نعمة الله علينا فلا نستطيع ذلك ومن أحسن النعم التى أنعم الله علينا بها هى نعمة الاسلام فالحمد لله الذى هدانا اليه ولو تفكرنا فى خلق الانسان لأدركنا ان لله نعم كثيرة على الانسان منذ كان فى بطن امه فجعل له عينين ولسانا وشفتين وانعم الله علينا بنعمة البصر وميزنا نحن البشر بنعمة العقل لنتعلم به ما ينفعنا .
فهو الرزاق المنعم، وغالباً ما تجد الإنسان يطلب من الله النعم الكثيرة حتى إذا رزقه الله تعالى ما يريد نسي شكر نعمة الله عليه، بل قد يسيء استخدام هذه النعمة مع الزمن وهذا يعتبر من أسباب زوال النعم، فشكر الله تعالى على نعمه هو سبب لدوام النعم، ويجب على المسلم أن يحرص دائماً على شكر الله تعالى ليبارك له في رزقه، ويفرق بعض الناس بين الشكر والحمد، فالحمد يكون باللّسان أم الشكر فيكون بالأفعال و من شكر النعمة احترام الطعام وتوقير الطعام وعدم الإسراف في الأطعمة ونبذها إذا أكل منها الشيء اليسير ينبذ الباقي في القمامات، الموائد الكبيرة يؤكل منها الشيء اليسير والباقي يلقى في القمامات هذا من كفر النعمة، نسأل الله العافية، من كفر النعمة الذي يخشى علينا من عقوبتها، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَأْخُذْهَا ولْيُمِطْ ما عَليهَا من الأَذَى وَلْيَأْكُلْهَا" اللقمة الواحدة فكيف بالأطعمة الكثير والموائد العظيمة التي تفرط وتنثر في القمامات؟ ثم ليأكلها، ورأى صلى الله عليه وسلم تمرة في الطريق فأخذها بيده الشريفة وقال: "لَوْلاَ أَنِّى أَخْشَى أَنْ تَكُونَ مِنَ الزكاة لأَكَلْتُهَا"، لكن رفعها من الطريق ما تركه، ومنعه من أكلها أن تكون من الزكاة لأن الله حرم على محمد وآل محمد الزكاة، هذا من تقدير النعمة وتوطين النعمة وعدم إهدارها.
فشكر الله على نعمه العديدة صفة من صفات الأنبياء والمرسلين والعباد الصالحين، وهو سبب لدوام النعم وعدم تحولها أو زوالها، فأكثر الناس ليسوا من الشاكرين، وقليل فقط هم من يشكرون الله تعالى على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، فتذكر دائماً كم هو أمر عظيم أن تكون من القلة الشاكرة لله تعالى، لذلك اسأل الله تعالى أن يعينك على شكره وأن يجعلك من هذه القلة، وكن ممتناً للنعم التي أنعم الله بها عليك واحرص على الإنفاق دائماً مما رزقك الله سبحانه وتعالى، وأن تحافظ على النعم وتعتني بها، وأخيراً تذكر أن تسجد سجود الشكر لله تعالى دائماً كلما أسرّك أمر ما
فليكن لنا بذلك عبرة وعظة يا عباد الله ولنخشى أن يصيبنا ما أصاب من حولنا من التمزق والتفرق والفقر والفاقة وصعوبة العيش، وصعوبة الحياة، ونحن في أمن وأمان، ورزق وافر ونعمة عظيمة، ومعرفة للحق، وعقيدة صحيحة هذه نعم عظيمة، يجب علينا أن نشكرها شكرا حقيقيا ليس شكرا باللسان فقط نشكرها باللسان، نشكرها بالقلب، نشكرها بالتصرف فيها أن نتصرف فيها تصرفا حسنا ولا نبطر ولا نتكبر عن نعم الله عز وجل.
صلى الله وسلم علي نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.