كرم الله عز وجل كل من يقوم بالدعوة إلى الله على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم بالأجور العظيمة، والثمار الكبيرة، فبسبب الدعوة تحصل للمدعوالهداية والاستقامة، وزيادة الإيمان، وزيادة العمل الصالح، وحسن العمل، وتنوع العمل، وكثرة العمل، وكمال اليقين، ويحصل للداعي من الأجر بقدر مَنْ دعاه من الناس، وله مثل أجر من اهتدى بسببه.
ويكرم الله كل داع إلى الله بأمور، منها:
١-أن الله يعزه وإن لم تكن عنده أسباب العزة كما أعز بلالاً وسلمان رضي الله عنهما.
٢-ويجعل الله أعمال الدين كلها محبوبة لديه، يقوم بها، ويدعو إليها.
٣-ويجعل الله له محبة في قلوب الخلق وهيبة وإجلالاً.
٤- ويطوي بساط الباطل من حوله، ويؤيده بنُصرة ، ويستجيب دعاءه، ويرزقه الجنة في الآخرة.
فالدعوة إلى الله جمعت المحاسن كلها، والأجور كلها، والفضائل كلها.
ولأهمية الدعوة إلى الله قام الله بها، وشرَّف رسله بالقيام بها، وامتن على هذه الأمة حين كلفهم بها.
1- قال الله تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [يونس: 25].
2- وقال الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [يوسف: 108].
3- وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [فصلت: 33].
فالدعوة إلى الله تبارك وتعالى هي أعظم مهمات رسولنا صلى الله عليه وسلم ، وهي وسيلة وسبيل لتحقيق توحيد الله تعالى،قال سبحانه: ((قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)).
والدعوة إلى الله جهاد، فأبشر أخي- بثواب ذلك، وإعلم انه من أفضل حسناتك،فهو بمرتبة الجهاد.
فبالله اي الاعمال اعظم من إقامة كتاب الله وإحياء سنة رسوله صلى الله عليه وسلم،فمن يدرك أجر هذا بشيء من عمله؟!
وذكر أيضًا أن لله عند كل بدعة كيد بها الإسلام وليًا لله يذب عنها، وينطلق بعلاماتها.
فاغتنم -يا أخي- هذا الفضل، وكن من أهله؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن، وأوصاه، وقال: «لأن يهدي الله بك رجلًا خير لك من كذا وكذا»)([4]).
وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: «...ويكون عندك معلومًا أن أعظم المراتب وأجلها عند الله الدعوة إليه، التي قال فيهاسبحانه وتعالى: ((وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)) [فصلت:33] وفي الحديث: (والله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم)([5])»([6])
اللهم اجعلنا من الدعاة الصالحين المصلحين 
