أوصى الله بالإحسان إلى الوالدين وقرن هذا الأمر بعبادته والنهي عن الإشراك به ؛ ليدل على عظمته، ومكانته في الدين، وأمر كذلك بالشكر لهما والبر بهما، وأن ذلك من شكره: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) النساء: 36
فربط الله بر الوالدين بعبادة الله، إعلانا لقيمة هذا البر عند الله ، فالبر كلمة جامعة لخيري الدنيا والآخرة ، وبر الوالدين يعني الإحسان إليهما وتوفية حقوقهما، وطاعتهما في أغراضهما في الأمور المندوبة والمباحة، لا في الواجبات والمعاصي، والبر ضد العقوق، وهو الإساءة إليهما وتضييع حقوقهما ويكون البر بحسن المعاملة والمعاشرة، وبالصلة والإنفاق، بغير عوض مطلوب .
فبر الوالدين فرض واجب، وعقوقهما حرام ومن الكبائر فأكد الله الوصية بالوالدين في كتابه، وجعل ذلك من أصول البر، التي اتفقت عليها الأديان جميعًا، فوصف الله يحيى بقوله: (وبرًا بوالديه، ولم يكن جبارًا شقيًا) وكذلك وصف عيسى على لسانه في المهد: (وبرًا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا والقرآن جعل للوالدين المشركين حقًا، قالت أسماء بنت أبي بكر للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي زارتني وهي مشركة، أفأصلها ؟ فنزل قول الله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحب المقسطين ))
ومما يدمي القلب هو ما نراه او نسمع به من عقوق للوالدين، وقد حذر ديننا الحنيف من عقوق الوالدين وأوجب طاعتهما فيجب ان نفهم ان سعادة الفرد تكون في ارضاء ربه ورسوله ومن اعظم هذه اعظم الاعمال لكسب هذا الرضى هو بر الوالدين ، ليس فقط في حياتهما بل حتى بعد موتهما ، بالدعاء لهما بالرحمة والمغفرة.
اللهم أعنا على برهما حتى يرضون عنا فترضى ،اللهم ارزقنا رضاهما ونعوذ بك من عقوقها ، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .