انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة (إهدار النعم) والاستعراض بالأموال والطعام وغيرها,حيث رصدت مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مؤلمه من استخفاف بالنعم عبر الهدر والإسراف من قبل أشخاص اتخذوا هذا الجرم تعبيرا عن الكرم, بينما هو صوره واضحة ,ومثال واقعي لما يحدث من إستهانه للنعمه وعدم الخوف من واهبها.
حيث يظهر فيها قيام شخص يغسل أيدي ضيوفه بأنواع العود الفاخر , وآخر يضع عدد من الأوراق النقدية من فئة الخمس مئة ريال في دلة القهوة من باب إكرام الضيوف وبأسلوب متعجرف لا يعبر عن الكرم بقدر ما يمثل صوره من صور الإسراف والتبذير.
والله تعالى يقول :"وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا".(الإسراء_الآية16)
فالتبذير والإسراف سبب من أسباب الهلاك ومحق البركات وزوال النعم لأنه أخذ المال من حقه ووضع في غير حقه.
لذلك نجد النصوص الشرعية تؤكد على أن حالة الإسراف والتبذير مرفوضة رفضا قاطعا في الفكر الإسلامي ومن ذلك قوله تعالى :"وكلوا وأشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" (الأعراف_الآية31) وأن هذا السلوك مرفوض دينيا واجتماعيا .
لذلك لابد من أخذ موقف حازم ضد كل مظاهر الترف وكفر النعمة لئلا يعمنا الله بعذابه ويذيقنا ما أذاق من قبلنا من لباس الجوع والخوف , فإذا تغيرت النفوس من الشكر والحمد إلى البطر والكبر وكفر النعمة , فإن تحول الحال لا يعجز الله شيئا وهو القائل سبحانه وتعالى:"وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنه يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون" (النحل_الآية112)
لذلك لابد من الوقوف في وجه هذه الظواهر ومحاربتها والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه أن يبدل أمننا خوفا , وغنانا فقرا .
ومن الأساليب والطرق التي يمكن مواجهة هذه الظواهر السلبية المتفشية في المجتمع , اتخاذ إجراء قانوني في كل من يحارب الله بالطغيان , وبطر العيش , وكفر النعمة .
وإصدار فتوى تبين حكم بشاعة هذه التصرفات , فمجتمع البلاد مجتمع متدين و أي فتوى سيكون مرحب بها .
تكاتف وسائل الإعلام والتربويين و الاجتماعيين للتأكيد على ضرورة التخلص من هذه الظواهر السيئة .
زيادة التوعية حول هذه السلوكيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي برسائل تتضمن آيات وأحاديث تعظم قيمة النعم.
تفعيل التوعية داخل المدارس وتجاهل مقاطع الإسراف في مواقع التواصل.
ولا ننسى أهمية (المنبر الدعوي) الذي يجتمع حوله معظم فئات المجتمع.
لذلك لابد من تكاتف الجهود ومحاربة هذه الظواهر السيئة بالتوعية والنصح والإرشاد