الحمد لله الذي أمرَ بمحاسبةِ النفوس ، وجعلَ عملها للصالحاتِ خيراً من الجلوس ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له ، وأشهدُ أنّ سيدنا محمداً عبده ورسولُـه ،إن مما يجب على المسلمة أن تحاسب نفسها , وتنظر في صحيفة أعمالها التي قامت بها من خير أو شر لأن النفس البشرية ميالة الى الشهوات واللذات والهوى فالنفس أمارة بالسوء , فلا بد من قمعها ومنعها من الشر حفاظا عليها من السقوط في مهاوي الردى قال تعالى ((وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا [الشمس:7-10 عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت , والعجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني أخيتي .. إن لمحاسبة النفس فوائد عديدة ، منها الاطلاع على عيوبها , ومحاولة اصلاح تلك العيوب ، والانشغال بعيوب النفس عن عيوب غيرها والاستعداد ليوم الرحيل , فلا بد أختي المسلمة ان يكون لك عمل يسر ويفرح لذلك اليوم العظيم ومن الفوائد دوام الصلة بالله والخشية منه سبحانه ومراقبته في السر والعلن , والابتعاد عن المعاصي خشية من الله , فكلما حاسبتِ نفسك ستجدين أنك خشيتِ الله , وأصلحت حالك .
أختي المسلمة حاسبي نفسكِ قبل أن تحاسبي وانظري ماذا ادّخرتِ لنفسكِ من الأعمال الصالحة ليوم معادكِ وعرضكِ على ربكِ فاتقي الله ، فإن صلاح القلب وسلامته بمحاسبة النفس، وفساده وعطبه بإهمال النفس والإسترسال في ملذاتها، وشهواتها وإهمال ما به كمالها، فاحذري ذلك حتى تسعدي عند لقاء ربك .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم