تأخير الصلاة عن وقتها كلام للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي -حفظه الله-
[فيحرم على المسلم أن يؤخر الصلاة عن وقتها، ولأن تأخير الصلاة عن وقتها إضاعة لحق الله عز وجل وهو مطيَّة والعياذ بالله إلى ترك الصلوات. فإن الشيطان والعياذ بالله يخدع الإنسان، فيمنعه من أول الوقت الذي هو وقت فضيلة فيما عدا العشاء والظهر على التفصيل في شدة الحر، فيقول له ما زال معك وقت، ويبدأ معه بالتأخير شيئاً فشيئاً، ثم بعد ذلك والعياذ بالله حتى يصل معه إلى آخر الوقت ويتلاعب به حتى يخرج وقت الصلاة، ثم يجعله يصلي الصلاة مع أختها، ثم يجعله يصلي ثلاث صلوات مع بعضها، ثم يجعله يصلى اليوم كله مع بعضه، ثم والعياذ بالله يجعله يصلي اليومين، ثم الثلاث حتى تتثاقل وتكثر عليه الصلوات، ونسأل الله السلامة والعافية فيترك الصلاة بالكلية؛ ولذلك قال الله تعالى ((يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان)).
والعكس فإن الله إذا أَحَبَّ عبداً من عباده حَبَّبَ الصلاة إلى قلبه فوجدته لا يرضى بفعل الصلاة حتى يصليها مع الجماعة، وإذا صلاها مع الجماعة لم يرضى أن يفوته شيءٌ منها، وإذا وُفِّق لعدم فوات شيءٌ منها لم يرضى أن يفوته الصف الأول، وإذا وُفِّق إلى الصف الأول لم يرضى أن يفوته شيءٌ من آياتها التي تُتلى أو الآيات التي يقرأها، ولا يزال يُفتح عليه في درجات الترقي في العبودية والعلو والصعود إلى الدرجات العلى من الجنة بتوفيق الله عز وجل.فالترك والتساهل في الصلوات يؤدي إلى السقوط إلى الدركات والعياذ بالله، والمحافظة على الصلوات وعلى مواقيتها وشرائطها يؤدي إلى العلو.
نسأل الله بعزته وجلاله أن يجبر كسرنا وأن يرحم ضعفنا وأن يعيننا على أداء هذا الحق.]
مقتطف من شرح الشيخ لكتاب الزاد، الدرس الثاني من شرحه لكتاب الصلاة. عند قول المصنف رحمه الله [ويحرم تأخيرها عن وقتها]