إن من أعظم فوائد طلب العلم هي " تربية النفس على الصدق والإخلاص "وما أدراك ما الإخلاص ؟
ذلك السر العجيب والعمل الجليل.
الإخلاص هو نور القلوب وضياء الأرواح (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ))[البينة:5] .
يا طالب العلم ليكن قصدك من العلم هو" ابتغاء الأجر والثواب من الله ورفع الجهل عن نفسك وعن غيرك ".
أخي الحبيب إليك هذه الكلمات:
في بداية الطلب قد تكون هناك أهداف لطلب العلم ليست لله مثل: التفوق على الآخرين أو البروز والظهور وهذا الأمر لا حرج فيه فقد قال السلف " طلبنا العلم لغير الله فأبى الله إلا أن يكون له والمراد : أنه كانت النية في البداية وهم صغار يقصدون التنافس ولكن مع استمرار الطلب وزيادة العلم انقلبت النية لله تبارك وتعالى .".
الإخلاص درجات ومراتب ولا يزال يزداد في القلب حتى يصل العبد إلى درجات عالية عند الله تعالى.
الإخلاص هو أكبر سبب يُبارك في العلم الذي تطلبه.
الإخلاص هو الذي يرفعك يا طالب العلم عند الله وعند الناس.
الإخلاص سبب لصحة الفهم وقوة الاستنباط , قال ابن القيم رحمه الله تعالى: " وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد، يمدُّه تقوى الرب وحسن القصد ".
الرياء ضد الإخلاص وهو مرض خطير إذا تمكن في القلب فقد تمت الخسارة في الدنيا والآخرة.
الرياء في طلب العلم له علامات فاحذرها:
1- أن تحب المدح والثناء على الأعمال التي تمارسها في طلب العلم.
2- محبة الظهور أمام الناس لأنك تتميز بطلب العلم.
3- أن تتكبر على الناس وأن ترى نفسك بعين الكمال.
4- كراهية النصيحة والتوجيه.
لا بد أن تمر بك بعض الخواطر في الرياء وحب الثناء ولكن جاهد نفسك على أن تدافعها عن نفسك.
والنية الصحيحة في الطلب هي أن تنوي أن تطلب العلم لترفع الجهل عن نفسك ثم عمن حولك .
تذكر دائماً أن أعظم أسرار التوفيق لك في طلب العلم هو الإخلاص.
انظر في سير العلماء والعباد لترى قوة إخلاصهم وصدقهم مع ربهم جل وعلىفقد كانوا يحرصون على تفقد نياتهم في جميع الأعمال، حتى إن أحدهم ليقول:جاهدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت، أربعين سنة؟! فبلغ ذلك الكلام بعض العلماء فقال: أَوَ قد استقامت؟! يغبطه بعد أربعين سنه أنها استقامت..!
كن على يقين أن الله يعلم ما في قلبك فهنيئاً لك إذا رأى الله الإخلاص فيه وصدقك في طلبك للعلم
أوصيك أن تدعو ربك دائماً بأن يصلح نيتك وسريرتك ، ويوفقك لصالح القول والعمل