عندما تكثر المشكلات ويقل الأداء وتنخفض المؤشرات ويضعف الطموح, فنحن بحاجة إلى قيادة تحويلية لإحداث التغيير وتجديد الدماء وتحديد الرؤى والتطلعات المستقبلية لمواجهة التحديات ومواكبة عصر التطور. فمعظم المؤسسات التعليمية في الوقت الحالي بحاجة ماسة إلى الانتقال من القيادة التقليدية إلى القيادة التحويلية, فالقائد التحويلي هو الفرد الذي يتمتع بمهارات وخبرات وخصائص تمكنه من التأثير على الآخرين, وقدرته على وضع رؤية واضحة مع توفير المناخ الملائم لتطبيق إستراتيجية التغيير والتجديد, بما يكفل تحويل المؤسسة من موقعها الحالي الضعيف إلى موقع أكثر بروزاً وتميزاً. وتعد القيادة التحويلية اليوم مطلباً ملحاً لإدارة التغيير والتطوير؛ لأنها من أكثر النظريات القيادية انتشاراً في تحويل المؤسسات من الأساليب القيادية التقليدية إلى الأساليب الحديثة المتطورة. فالقيادة التحويلية تتجاوز عيوب القيادة التقليدية القديمة التي تركز على الرجل العظيم وشخصيته وسماته أو قيادته الموقفية وعلاقاته وقراراته إلى القيادة التحويلية التي تركز على إدارة التحول, حين يصبح القائد والأفراد معه قادة للتغيير والتطوير وفق رؤية واضحة ووعي بالمستجدات والأهداف المستقبلية. ومن أهم صفات القائد التحويلي قدرته على تقديم رؤية مستقبلية وإعادة تشكيل ثقافة المؤسسة بطرق أخلاقية وعلمية, وذلك لاعتماده على المصداقية والشفافية, بالإضافة إلى إدارته للفترة الانتقالية التحويلية للتخلص من القديم وإشكالياته وتحقيق الاستقرار والدعم المستمر للأفراد الجدد, ويتميز باهتمامه بالأفراد وحاجاتهم ومشاعرهم, وإيثاره مصلحة العمل أولاً على المصلحة الشخصية, فلا يستأثر وحده بالسلطة بل يفوض الصلاحيات ويسمح بالتوجيهات واتخاذ القرارات من غيره, ويعمل على توفير بيئة مناسبة للتطوير والإبداع والتميز, مع التحفيز لنشر الحماس والتنافس بين الأفراد.
معيض الربيعي
القيادة التحويلية مطلب للتغيير والتطوير
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/225530/