المسؤولية الاجتماعية هي إحدى السبل التي تدعم المصلحة العامة للمجتمع, وهذا مَكمن أهميتها كعنصر أساسي مطلوب لتوثيق روابط العلاقات الانسانية.
والمدرسة هي المسئولة أساساً عن تأصيل وتمكين وتنمية الرعاية الاجتماعية عند أفرادها0 ففي المدرسة يتعلم الفرد المزيد من المعايير الاجتماعية والاتجاهات والمعتقدات في شكل منظم، كما يتعلم أدوار اجتماعية جديدة، فهو يتعلم الحقوق والواجبات وضبط الانفعالات والتوفيق بين حاجاته وحاجات الغير، ويتعلم التعاون والانضباط السلوكي ويتفاعل مع التلاميذ والمدرسين ويتأثر بالمنهج الدراسي بمعناه الواسع فيزداد علماً وثقافة وتنمو شخصيته في كافة جوانبه (الزعبي, 2012م).
وتؤكد البحوث العلمية على ضرورة جعل الطالب يحيا خبرات يتعلم فيها المسؤولية الاجتماعية وتعزيز هذا السلوك لديه, وبهذا فمن الممكن أن تكون الجماعة التربوية – وعلى رأسها المعلم- وسطًا مناسبًا لنمو المسؤولية الاجتماعية عند أعضائها (نجف, 2009م, ص7).
ويتمثل دور معلمة اللغة العربية في تنمية المسؤولية الاجتماعية في زيادة حرص الطالبات على التفاعل والمشاركة فيما يدور أو يجري في محيطهن أو مجتمعهن من الظروف والأحداث والتغيرات، مع التركيز في بناء الشخصية الطلابية على ضرورة أن تكون الطالبة ملمة إلماماً كاملاً بعناصر المسؤولية الاجتماعية بصورة تطبيقية وليست نظرية.
كما ينبغي على المعلمة أن تطبق المناهج الدراسية عمليًا لكي تساعد على تنمية روح المواطنة من خلال الجانب العملي لدى الطالبات في جميع فروع اللغة العربية، كأن تُؤخذ الطالبات إلى الأماكن التي توجد بها هذه الدروس، متجسمة بشواهد وأعيان، إلى جانب ترسيخ مفهوم التعاون مع الآخرين والقيام بالعمل الخيري التطوعي والخدمي، لتكوين طالبة أكثر فعالية في الحياة العامة. كما يتمثل دور معلمة اللغة العربية في تعزيز المظاهر السلوكية الإيجابية مثل الحفاظ على سلامة المال العام من العبث به بدءا من الحافلة المدرسي مروراً بالطاولة المدرسية، والكتب، والبنية التحتية في المدرسة، وانتهاء بالطرقات والمنازل, والنهوض بالبيئة المحلية, و المحافظة على نظافة الشوارع والمدرسة, والممتلكات العامة في المجتمع, ونشر الوعي الصحي.