في ظل سعي المؤسسات التعليمية الراقية إلى التحسين والتطوير المستمر, تواجه بدورها عدداً من التحديات من أبرزها وأهمها وجود القائد المعيق لتطوير العملية التعليمية وتحسينها, فالتسلسل الهرمي والقيادة التقليدية البيروقراطية القديمة التي تركز على التنفيذ فقط, تصبح عائقاَ- دون أن تشعر- أمام من يسعى للتطوير نحو بناء ثقافة التعلم المنتجة, فالمقترحات التطويرية تهمش والمبادرات الإبداعية لا تجد ترحيباً والنشرات التثقيفية لا يتم التعزيز لمعدها ولا يشجع ولا يحفز على تكرارها, بل العمل على معارضتها وإعاقة تطبيقها. وعلى الرغم من تبني تلك المؤسسات للجودة نظرياً إلا أنها لا تطبق ذلك عملياً سواء في اختيار الكفاءات والقدرات أو في وضع الرؤى والإستراتيجيات أو في التشجيع والتحفيز على المبادرات والمقترحات, وينعكس ذلك بدوره على المجتمعات التعليمية فمعظم المدارس حالياً ليس لها رؤية ورسالة ومنطلقات للجودة والتميز, وتعاني من العمل الروتيني والتنفيذ التقليدي, ولذلك من الصعب تحولها إلى مدرسة منتجة في الأبحاث والمخترعات والمبادرات والإستراتيجيات والتجارب وغيرها؛ لأن قيادتها ملتزمة بالتنفيذ فقط ولا تقبل الرؤى والتطلعات ممن هو أدنى منها في الهرم الوظيفي, وبدلا من تذليل الصعوبات والتحديات أمام كل جديد نافع تصبح القيادة عائقاً بوضع العراقيل والمشكلات وسرد مبررات التأخير والرفض. لا سبيل بعد توفيق الله- سبحانه وتعالى- للتحول نحو المجتمعات التعليمية الطموحة إلا بما يلي: أولاً: تغيير عقلية القائد التقليدي من العمل الهرمي إلى العمل الأفقي المتنوع؛ لكي يكون مشاركاً في التغيير البناء, وصاحب رؤية بعيدة وقيم عالية ورسالة سامية, ومحققاً للجودة والتميز في جميع الجوانب, ومكرساً للعدل والمساواة في محيطه التعليمي, ومحفزاً للتطوير والتحسين فعلياً وليس شكلياً. ثانياً: العمل على توفير بيئة محفزة مشجعة لكل مساهمة من أي فرد من أفراد المجتمع التعليمي. ثالثاً: نشر ثقافة التعلم المنتجة, فهناك القائد المدرب والمعلم المخترع والطالب الباحث والمدرسة ذات التجارب العلمية والدراسات والمبادرات والمقترحات التطويرية الناجحة.
معيض الربيعي
القائد المعيق لتطوير العملية التعليمية
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/225421/