تذكر الأمة لسلفها مزيتهم وفضلهم، ونقلهم للعلم والدين، وجلدهم واجتهادهم في طلب العلم والدعوة إلى الله، وزهدهم وورعهم وعبادتهم وحياتهم السوية، ومن هؤلاء الذين تذكر مآثرهم وأخبارهم الإمام الكبير، العلم المجاهد أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد القرشي التيمي البكري، والمعروف بابن الجوزي، فقيه حنبلي محدث ومؤرخ ومتكلم (510هـ/1116م - 12 رمضان 592 هـ) ولد وتوفي في بغداد. حظي بشهرة واسعة، ومكانة كبيرة في الخطابة والوعظ والتصنيف، كما برز في كثير من العلوم والفنون , يعود نسبه إلى محمد بن أبي بكر الصديق .
وقد اخترت لكم خمس عبارات من نفائس ما قاله، عسى أن تعم الفائدة للجميع، فإليكموها:
1- يُجمع الناس كلهم في صعيد ، و ينقسمون إلى شقي و سعيد ، فقوم قد حلّ بهم الوعيد ، و قوم قيامتهم نزهة و عيد ، و كل عامل يغترف من مشربه .
2- جبلت القلوب على حب من أحسن إليها ، فواعجباً ممن لم ير محسناً سوى الله عز وجل كيف لا يميل بكليته إليه .
3- يا هذا ! ماء العين في الأرض حياة الزرع ، و ماء العين على الخد حياة القلب .
4- أعقل الناس محسن خائف ، و أحمق الناس مسيء آمن .
5- ميزان العدل يوم القيامة تبين فيه الذرة ، فيجزى العبد على الكلمة قالها في الخير ، و النظرة نظرها في الشر ، فيا من زاده من الخير طفيف ، احذر ميزان عدل لا يحيف.
نفعني الله وإياكم وهدانا لما فيه صلاح ديننا ودنيانا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..