خصَّ الله من استقام بكثير من الخيرات، فما أعظمه من فضل وما أشرفها من منزلة، وكفى بها مبتغى، وما أحوجنا للاستقامة خاصة بعداهتزاز ثوابت الاستقامة عند البعض، فمنا من يحتاج إلى استقامة ومنا من يحتاج إلى تجديد الاستقامة ومتابعة النفس من زيغها وتهاونهاوتساهلها ولكم بكى بعدما حكى زماننا اليوم نماذج ممن زاغت قلوبهم فانتكسوا بعدما استقاموا وحاروا بعدما كاروا ، فنسأل الله الثباتوالسداد والزيادة ونعوذ به من الحور بعد الكور والنكوص بعد الاستقامة.
عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الله الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ قُلْ لِي فِي الإِسْلاَمِ قَوْلاً، لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحدا بَعْدَكَ وَفِي حَدِيثِ أَبِيأُسَامَةَ غَيْرَكَ قَالَ: «قُلْ آمَنْتُ بِالله ثُمَّ اسْتَقِمْ»؛ الحديث دليل على حرص الصحابة رضوان الله عليهم على العلم، في الشرع الاستقامة تعني سلوك الطريق المستقيم، وهو الدين القويم من غير تعويج عنه يمنة و لا يسرة، و يشمل ذلك فعل الطاعات كلها الظاهرة و الباطنةو ترك المنهيات كلها كذلك، من ثمرات الاستقامة؛ تتنزل على أهل الاستقامة السكينة، والطمأنينة و السكينة، والبشرى بالجنة، والانشراح في الصدر و الحياة الطيبة.
للاستقامة مغذيات و مقويات فإن لها معوقات فإن عكس ما تقدم من المغذيات تكون معوقات للاستقامة، فإهمال الطاعات والتقلل منها، و ترك مجالس العلم و الذكر، وعدم مجاهدة النفس على الإخلاص وترك الدعاء و قراءة القرآن و مصاحبة أهل المعاصي وتتبع الرخص أو الغلو في الدين وكذلك التعرض للفتن و الشهوات و أماكن الغفلات كل هذه و غيرها مما تضعف الاستقامة