الحجاب نمط حياة للمرأة المسلمة، في تعاملها مع الرجال الأجانب، بل في تعاملها مع نفسها جسداً وروحاً؛ هذه الألبسة التي ترتديها المرأة المسلمة هي مظهر شرعي، تعبر عن الحقيقة العظيمة التي يجب أن تكون قائمة في حسها، في كيفية تعاملها مع جسدها؛ حفظاً له وصيانة وحماية، وشعوراً بالكرامة، ورفعة مما يجعلها تأنف من تبذله وامتهانه، وفي إحساسها بكرامتها الإنسانية عند الله حيث صارت أهلاً للتشريف بالتكليف، فلا تنحطّ للمرتبة البهيمية، حيث تقصر الحياة على المعاني المادية الشهوانية.
الحجاب هو برنامج شامل لحياة المرأة المسلمة، يحكم سائر تصرفاتها، وليس فقط غطاء تستر به بدنها، وإن كان هذا الستر للبدن جزءاً من الحجاب، ومن مقاصد الشريعة الأساسية حفظ الأعراض؛ ومن ثم الحفاظ على المجتمع من التفسخ والتبذل، ولعل ما يرى الآن في الغرب رأي العين من فواحش وجرائم شاهد على ذلك ، تدل عليه إحصائيات ثابتة .
وفي الإسلام إجراءات وقائية للمحافظة على الأعراض، وحماية المجتمع من الرذائل ومن هذه الإجراءات؛ تحريم الزنا؛ منع الزواج بالزانيات والبغايا، تحريم الفحش من القول والتلفظ به، تحريم قذف المؤمن أو المؤمنة، تحريم إشاعة الفاحشة، حظر الرجل أن يغيب عن زوجته مدة طويلة، وهو من أعظم التدابير الوقائية فرض الحجاب على النساء، تحريم التبرج وإظهار الزينة لجلب نظر الرجل، الأمر بغض البصر، تحريم مس المرأة الأجنبية، تحريم الخلوة بالمرأة الأجنبية، تحريم سفر المرأة بغير محرم .
وما تقدم من تدابير وقائية حفاظاً على المرأة قبل أن يكون حفاظاً على المجتمع؛ فالحجاب معنى شامل يشمل الهيئة والخلق جميعاً؛ وستر وطهارة وعفة وإيمان، وحب الستر من أخلاق الأنبياء.