الغلو آفة ابتليت بها شعوب وقبائل دول ومنظمات صغارا وكبارا،شيوخا وشبابا،نساء ورجالا ،وهو فكر يصعب حصره في سبب واحد ! ويصعب حله بطرق سريعة أو نقاط سطحية غير مدروسة ، فللغلو عدة أسباب رئيسة وله أسباب فرعية والقول بأنه نتاج سبب واحد هي مغالطة للواقع والحقائق ، وقد تجتمع عدة أسباب تؤدي بالشخص لحمل الفكر وقد يكتفي البعض بسبب واحد ليعتنق الفكر ، وهنا تكمن الخطورة فنحن أمام مرض لا يمكن علاجه جزئيا بل نحتاج لعلاج متكامل لا يترك شاردة ولا واردة من أسبابه إلا وتعالج وإلا فمن العبث علاجه بالمسكنات ثم نتفاجأ بعودة المرض وانتشاره !! نحن هنا سنذكر الأسباب من واقع تجارب ووقوف على عدة قضايا وقد اجتمعت لي بفضل من الله عدة أسباب لأقول أني أستطيع بإذن الله أن أدلي بدلوي في هذه المسألة الخطيرة، لن أزين العبارات ولن أختار الفصيح منها ولا تنتظر سرد قصصي،أدبي، فهذا مرض يهمنا فيه وضع الأصابع على الجراح فهي متفرقة وتحتاج أن يعالج الأخطر منها ثم الأقل خطورة .
ومن التسطيح أن يقرر الأسباب كلها من لم يختلط بأهل الغلو ولم يناقشهم ومن لم يجتمع معهم لأيام وأشهر وسنين أحيانا ولا يتأتى ذلك إلا في مواطنهم وهي الجبهات والسجون وأراد الله أن أخوض التجربتين مع أهل الغلو ، فبمثل هذه التجارب تستطيع فهم تفكيرهم وطريقتهم ومنطلقاتهم وبدراسة حياتهم الخاصة تستطيع تكوين تصور أقرب للواقع منه للتنظير أو النقل من الكتب بشكل مجرد ، تستطيع بإذن الله أن تعطي نظرة ثاقبة عن الأسباب التي أدت لهذا الغلو ومحاولة حصر معظم الأسباب وأهمها بعد خوض التجارب مع شخصيات مختلفة في التوجهات والأعمار والأسباب ونقاشهم لأيام وليالي تستشف منها كيف تغلغل الغلو لأفكارهم وما هي المعطيات التي سهلت وصول هذا الفكر لعقول وقلوب شبابنا .