تقوى الله جل وعلا، جماع الوصايا وأساس السعادة، وهي وصية الله للأولين والآخرين من خلقه، وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، وهي وصية السلف الصالح فيما بينهم، وأعظم ما يجب على العبد أن يعنى به في هذه الحياة الاستقامة على طاعة الله، ولزوم صراطه المستقيم، وعدم الحيدة والانحراف عنه ذات اليمين وذات الشمال.
الاستقامة أساس للسعادة وسبيل للفلاح والرفعة في الدنيا والآخرة، الاستقامة عباد الله لزوم لهدي الله، وثبات على دين الله، ومحافظة على أوامر الله، وبعد عن نواهيه جل وعلا، الاستقامة عباد الله حفظ للأوامر بفعلها، وحفظ للنواهي باجتنابها وتركها، الاستقامة عباد الله أن يكون نظر العبد إلى الآخر، طامعا في ثواب الله تبارك وتعالى، خائفا من عقابه، يعلم أن أمامه جنة ونارا، وحسابا وعقابا، فيستقيم على طاعة الله إلى أن يلقى الله جل وعلا وهو راض عنه غير ساخط، والاستقامة مطلب عظيم، ومقصد جليل، ولا بد فيها من مجاهدة للنفس، واستعانة بالله تبارك وتعالى: احرص على ما ينفعك واستعن بالله.
وللاستقامة قاعدتان عليهما قيامها، فلا قيام للاستقامة إلا عليهما، ألا وهما: استقامة القلب، واستقامة اللسان، وتأملوا هذا رعاكم الله فيما رواه الإمام أحمد بسند ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، وا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه"، فهاتان عباد الله قاعدتان للاستقامة لا بد منها: استقامة القلب، واستقامة اللسان.