لقد منّ الله علينا بنعم كثيرة وعظيمة لاتعد ولا تحصى قال تعالى { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} فنِعم الله - عز وجل - نجدها في كل شيء كائن في هذه الحياة سواء كان انسان, أو حيوان ,أو نبات ,أو جماد حتى في السموات السبع في علوها وإرتفاعها من غير عمد ,ولعلنا نتفكر في أنفسنا نحنُ البشر ومامنّ الله به علينا في أجسامنا وعقولنا وتفكيرنا يبدأ تكون الإنسان من نطفة قال تعالى ( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ . ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ ). ويقول أيضاً مبيناً دور النطفة في الخلق ( فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِماَ خُلِقَ. خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ). ويقول: ( خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ ).
ويؤكد البيان الإلهي أن صفات الإنسان تتقرر وتتقدر وهو نطفة ولذلك قال تعالى ( قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ . مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ . مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ )
والنطفة الأمشاج في قوله تعالى (إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ) ثم علقة ثم مضغة مخلقة وغير مخلقة
ثم يصبح طفل اًوفي أثناء ذلك كله يبدأ فيه نعيم الله وبديع خلقه في خلق العينين وحسن مظهرها في تركيبتها والأنف في استقامته والفم واللسان وانتشار العروق والأوردة والشرايين وخلق الدماغ ,والجمجمة والعظام ثم يكسى كل ذلك باللحم ثم الجلد . قال تعالى {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} سبحان الله ... ما أحسن خلقك وبديع جمالك فينا ثم عندما يخرج هذا الطفل الرضيع إلى أحضان امه يدر الله له لبن امه بكثرة ليشرب ويرتوي وكأنه قادم من سفر .
ففي كل شهر يمر عليه من حياته تبدأ فيه مراحل التغير والتطور , فمن طفل رضيع إلى طفل يحبو ثم يمشي وتتابع الخطوات خطوه تلو خطوه حتى يصبح شابا نافعا ذو قدرة على الأبداع والإنجاز و المساهمة في عمارة الأرض فبعد مرحلة الشباب والقوة تأتي مرحلة الشيخوخة التي يصاب فيها الإنسان بالضعف ورقة جلده وضعف بصره وينحني ظهره ويضعف عظمه.
ثم تبدأ أوراق عمر هذا الإنسان تتساقط شيئاً فشيئا حتى يقبض الله روحه بعد رحلة طويلة من الحياة قضاها هذا الإنسان وهو متنعم بنعم الله عليه .
وكل ذلك مما يدعو إلى التفكر في عظيم مخلوقات الله، والتأمل في أنفسنا، والاستدلال بما في ذلك من الإعجاز الدال على عظمة الخالق واستحقاقه العبادة وحده لا شريك له.
معيض الربيعي
التفكر بعظيم خلق الله
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/219345/