الحمد لله رب العالمين، خلق الإنسان وكرمه، فأمره بعبادته، قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"(1) فالصلاة من أهم العبادات التي يجب على كل مسلم أن يفقه أحكامها درساً وتطبيقاً، لعظم قدرها، وسمو مكانتها في الإسلام، فإذا كان الإيمان قولاً باللسان واعتقاداً بالجنان، فالصلاة عمل بالأركان وطاعة للرحمن.
والصلاة عبادة يجب أن تؤدى على وجهها المشروع، لقول الرسول [رمز] " وصلّوا كما رأيتموني أصلي".
تعريف الصلاة:
الصلاة في اللغة: الدعاء(2)ومنه قوله تعالى:" وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم" أي أدع لهم.
الصلاة في الشرع: هي عبادة لله تعالى، ذات أقوال وأفعال مخصوصة، مفتتحة بالتكبير، مختتمة بالتسليم(3).
أدلة وجوب الصلاة وفرضيتها:
أ – قوله تعالى:" وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ"(4).
ب - حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله [رمز] : بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان(5).
ج- فقد أجمعت الأمة الإسلامية على أن الصلوات الخمس فرض عين في كل يوم وليلة(6).
أركان الصلاة:
القيام مع القدرة, وتكبيرة الإحرام: لقول الله تعالى:" وذكر اسم ربه فصلى"(7). قراءة الفاتحة في كل ركعة, والركوع: لقول الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"(8).
والاعتدال عن الركوع, والسجود على الأعضاء السبعة ,والاعتدال عن السجود, والجلوس بين السجدتين, والطمأنينة في جميع الأركان: قال الله تعالى" قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ"(9).
والتشهد الأخير, والجلوس للتشهد الأخير, والصلاة على النبي محمد.
والترتيب في هذه الأركان: حسب ما ورد في حديث المسيء صلاته، وقد تقدم, والتسليم.
أنواع الصلاة:
أ – الصلاة المفروضة: وهي إما صلاة مفروضة فرض عين، أعني على كل مكلف، وهي الصلوات الخمس: الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وصلاة الجمعة بدل الظهر في حق من تفرض عليه صلاة الجمعة، أو هي صلاة مفروضة فرض كفاية (أعني بها الصلاة التي إذا قام بأدائها البعض ذهب بالأجر، وسقط الإثم عن التارك وحرم الأجر) وهي صلاة الجنازة.
ب – الصلاة الواجبة: وهي إما واجبة في كل يوم، وهي صلاة الوتر بعد عشاء كل ليلة.
ج – الصلاة المسنونة: وهي إما سنن رواتب، وهي التي تُصلى مع الفرائض قبلها أو بعدها،.
شروط الصلاة :الإسلام, و العقل, والتمييز, ودخول الوقت, والطهارة من الحدث, واجتناب النجاسة, وسترة العورة استقبال القبلة, والنية (10).
واجبات الصلاة:
(التكبير غير التحريمة) فهي ركن كما تقدم، وغير تكبيرة المسبوق إذا أدرك إمامه راكعاً فسنة.
التسميع: أي قول الإمام والمنفرد في الرفع من الركون: سمع الله لمن حمده.
التحميد: أي قول: ربنا ولك الحمد..
وتسبيحات الركوع والسجود: أي قول: سبحان ربي العظيم في الركوع وسبحان ربي الأعلى في السجود.
سؤال المغفرة: أي قول: رب أغفر لي بين السجدتين (مرة مرة، ويسن) قول ذلك (ثلاثاً).
التشهد الأولى وجلسته..
فمن ترك شرطاً لغير عذر ولو سهواً بطلات صلاته، وإن كان لعذر كمن عدم الماء والتراب أو السترة أو حبس بنجس صحت صلاته كما تقدم، (غير النية فإنها لا تسقط بحال) لأن محلها القلب في يعجز عنها(11).
ما يحرم في الصلاة:
أن يسلم في الصلاة قبل إتمامها عمداً.
الكلام عمداً في غير مصلحة الصلاة .
القهقهة: والتبسم بدون قهقهة فلا تبطل به الصلاة لعدم ظهور صوت.
الأكل والشرب الكثير عمداً أو سهواً, والعمل الكثير.
وإن سبح به ثقتان أو نبهه امرأتان بالتصفيق.
زيادة فعل من جنس الصلاة عمداً يبطلها
سجود الشكر في الصلاة يبطلها.
ترك ركن من أركان الصلاة(12).
وختاماً الصلاة عماد الدين فمن اقامها فقد اقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين, وقد جاءت ادلة من القران والسنة النبوية على وجوب الصلاة وقد تناولنا انواع الصلاة منها الصلاة المفروضة والواجبة والمسنونة, وقد تناولنا شروط الصلاة وواجباتها و ما يحرم في الصلاة, واخيراً نوصي انفسنا ونوصيكم بالمحافظة على الصلاة.
________________________________________
قائمة المراجع
ابن منظور، لسان العرب، دار صادر، بيروت، 2005م.
عبد الله الطيار، الصلاة، ط11، مدار الوطن للنشر، الرياض، 1426هـ.
عبد الله معتوق السهلي، الوقت وأثره في العبادات، ط1، دار السلام، القاهرة، 1993م.
منصور بن يونس البهوتي، الروض المربع بشرح زاد المستنقع، دار الكتاب العربي، القاهرة، 1980م.