الحمد لله وكفى وصلى الله وسلم على نبيه المصطفى وبعد:
فإن النفع المتعدي هو طريقة الأنبياء والرسل ووظيفة من سلك سبيلهم واقتفى أثرهم وهي الدعوة الى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لإخراج الناس من الظلمات الى النور، والنفع المتعدي هو بذل العلم، وحمل هم الدين وتبليغه، لأن هؤلاء لم يرضوا لأنفسهم أن يروا الغرقى فلا ينقذونهم، ولا فقدوا إنسانيتهم فتركوا الحيارى يحيدون عن الطريق بلا إرشاد، ولم يدفنوا العلم بين جدران أربعة، ولم يوقفوه على أنفسهم، لا بل ألقوا دثر الراحة ونفضوا غبار الكسل عن أنفسهم، وانطلقوا في خضم الحياة حاملين النور مشعلاً يضيء للآخرين، فعلموا الجاهل، ونبهوا الغافل، وهدوا الضال بإذن الله وتوفيقه ،
وهم كما قال الله تعالى : «أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها(. وكما قال سبحانه: «ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين) وأهل النفع المتعدي هم الناجون من البلاء والعقاب «أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس..» عن أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعاً يقول «لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه» وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها فقلت يا رسول الله : أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: «نعم إذا كثر الخبث» متفق عليه.أهل النفع المتعدي يبقى ذكرهم بعد موتهم ويحيا اسمهم بعد ذهابهم «أو علم ينتفع به).
أسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضها، إنه سميع مجيب.