برُّ الوالدين له فضل عظيم، فقد أوصى الله بالإحسان إلى الوالدين جميعا في حياتهم وبعد مماتهم ، وإنها من أفضل القربات إليه سبحانه ، فبر الوالدين و الإحسان إليهم هو وصية الله سبحانه وتعالى لعباده، كما في قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ)، ولما لهما من الفضل الكبير جعل الله سبحانه وتعالى الأمر ببر الوالدين بعد عبادته وحده لاشريك له ، كما في قوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، وأيضاً جعل الله رضاه من رضا الوالدين وسخطه من سخطهما ، فالسعيد السعيد من وفق بعد تقوى الله عزوجل لبر والديه ، أحياء وأمواتا ، والإحسان إليهما ، والشقي التعيس من عق والديه وعصاهما وأساء إليهما ولم يرع حقوقهما ، فبر الوالدين سبب من أسباب دخول الجنة ، وعقوقهما من أقوى أسباب دخول النار:
"عن ابن عباس رضي الله عنهما يرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم: (من أصبح مطيعاً لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من الجنة، وإن واحداً فواحد، ومن أصبح عاصياً لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من النار، وإن كان واحداً فواحد؛ قال رجل: وإن ظلماه؟ قال: وإن ظلماه، وإن ظلماه، وإن ظلماه)" .
الحديث عن حقوق وبر الوالدين يطول ولن نكتفي بكلمات أو صفحة وإنما يجب علينا أن نحذو حذو رسولنا صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين .