شهد العالم بأكمله في الآونة الأخيرة من الزمن تطورًا لم يسبق للعالم أن شهد مثله فيما مضى من الأزمان والعصور، أصبح كلُّ شيءٍ بعيد المسافة قريبًا منَّا في الزمن، وهذا التَّغيُّر بلا شك معظمه يصب في صالح البشرية، ولكن من سنن الكون ألا شيء كُلُّه خير محضٌ، كما أنه لا شيء كُلُّه شر محضٌ؛ فبجانب محاسن التقنية والتكنولوجيا المتطورة هناك لهذه التكنولوجيا مساوِئ أيضًا، ونتناول في هذه المقالة على عجالة أحد تلك المساوِئ، وهي: ضعف العلاقات الاجتماعية وتفكُّكِها وانشغالنا بالعلاقات البعيدة المسافة والتي بفضل التكنولوجيا أصبحت قريبة الزمن. فبلمسة واحدة نصبح على تواصل مع أبعد الناس عنَّا، ولكنَّنا في المقابل قلَّت اجتماعتنا وضعفت بيننا الروابط الحقِيقِيَّة على أرض الواقع، فقَلَّت الاجتماعات الأسريَّة وأصبحت شهريَّة بعد أن كانت أسبوعيَّة، بل تعدى الأمر إلى أن أصبحت من العيد إلى العيد عند بعض الأسر، والأدهى والأمر ما يحدث داخل الأسرة الواحدة من انشغال الكل بجهازه، وعدم اجتماع الكثير من الأسر داخل المنزل الواحد إلا نادرًا، هذا بلا شك أحد مساوِئ تلك التَّقنية المتطورة. إنَّنا يجب أن نسعى دائمًا إلى الأخذ بمحاسن ما صنعناه من أجل تحسين وتسهيل حياتنا، وجدير بنا أن نبتعد عمَّا نرى أن فيه ضررٌ علينا، فلنأخذ من التَّقنية الحديثة النَّافع لنا، ولا نترك لها مجالا لتؤثِّر في حياتنا الاجتماعيَّة والأخلاقيَّة.
معيض الربيعي
كيف أصبحت حياتنا بعد برامج التواصل الاجتماعي
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/219104/