الأسرة هي النواة الأولى للمجتمع، وتمثل الأساس الاجتماعي في تشكيل وبناء شخصيات أفراد المجتمع حيث تضفي على أبنائها خصائصها ووظيفتها. والمجتمع بوجه عام يتكون من أسر ولم يوجد مجتمع عبر التاريخ أقام بناءه على غير الأسر وبذلك تعدّ الأسرة عنوان قوة تماسك المجتمع أو ضعفه لأنها مأخوذة من الأسر وهو القوة والشدة ، فهي تمثل الدرع الحصين لأفرادها ، باعتبار أن كلا من الزوجين يعتبر درعا للآخر .
إن من خير ما تصرف فيه الجهود، وتبذل فيه الطاقات هو نشر هذا الدين وبيانه للناس بأسلوب ميسر يفهمه العامة والخاصة.
وإن من وسائل نشر هذا الدين الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ونظراً لأهمية الدعوة ووسائلها في حياة الأمة الإسلامية فان الدعوة الى الله عز و جل اليوم اصبحت فرضا عاما و واجبا على جميع العلماء و على جميع الحكام الذين يدينون بالإسلام فرض عليهم ان يبلغوا دين الله حسب الطاقة و الامكان بالكتابة و الخطابة و بكل وسيلة استطاعوا , و الا يتقاعسوا عن ذلك او يتكلموا على زيد ا عمرو فان الحاجة بل الضرورة ماسة اليوم الى التعاون و الاشتراك و التكاتف في هذا الامر العظيم
إن الإسلام لم يجعل وسائل الدعوة أمراً محدداً لا يمكن تجاوزه، بل جاء بالإطار العام لمنهج الدعوة ووسائلها يقول الله سبحانه وتعالى:(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) النحل:125، فالمطلوب في الدعوة هو الحكمة، ومنها الحكمة في استخدام الوسيلة المناسبة، ومن المعلوم أنّ الزمن يتغير، والوسائل تتنوع ونحن أمّة أصحاب دين عالمي، فلسنا أصحاب دين قومي أو محلي، فرسالة للعالم أجمع قال تعالى:(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) الأنبياء:107، وقال تعالى:(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) سـبأ:28. إنّ وسائل وأساليب الدعوة متجددة، والمؤمن مطالب بالإبداع في وسائل الدعوة وعدم الجمود، مع ملاحظة أنّ الوسائل تأخذ حكم الغايات في شرع الله، وشرعنا يرفض مبدأ الغاية تبرر الوسيلة.
معيض الربيعي
دور الأسرة في الدعوة
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/219094/