الوالدان..وما أدراك ما الوالدان
الوالدان، اللذان هما سبب وجود الإنسان، ولهما عليه غاية الإحسان..الوالد بالإنفاق.. والوالدة بالولادة والإشفاق..فللّه سبحانه نعمة الخلق والإيجاد..ومن بعد ذلك للوالدين نعمة التربية والإيلاد.. وأنا أقف في حيرة أمامكم..مالي أرى في مجتمعاتنا الغفلة عن هذا الموضوع والإستهتار به..أما علمنا أهمية بر الوالدين.. في قوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً).النساء:36 ألم نلاحظ أن الله قد قرن توحيده ـ وهو أهم شيء في الوجود ـ بالإحسان للوالدين..ليس ذلك فقط بل قرن شكره بشكرهما ايضاً.. قال تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ) لقمان:14إلى متى سنبقى في التأجيل المستمر للتفكير في برنا لوالدينا..إلى متى سيبقى الوقت لم يحن للبر؟؟!!..وكأننا ضمنا معيشتهم أبد الدهر..وغفلنا عن هذا الكنز الذي تحت أبصارنا ولكننا للأسف لم نره.. أما مللنا من التذمر بشأن والدينا..وكفانا قولاً بأنهم لا يتفهموننا ...إن الأمر أعظم من هذه الحجج الواهية.. قال تعالى:( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليَّ المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) لقمان 14-15 يعني حتى لو وصل الوالدان الى مرحلة حثك على الشرك بالله وجب علينا برهما..ماذا نريد إثباتاً اكثر من ذلك.. ولكن للأسف ...يمر علينا كل فترة قصة تنافي كل ما سبق ..تكاد عقولنا لا تصدق.. وتكاد قلوبنا تنفطر من هول ما نسمع..إنها قصص واقعية للأسف. إقرأ هذه القصة: ذكر العلماء أن رجلاً حمل أباه الطاعن في السن، وذهب به إلى خربة فقال الأب: إلى أين تذهب بي يا ولدي، فقال: لأذبحك فقال: لا تفعل يا ولدي، فأقسم الولد ليذبحن أباه، فقال الأب: فإن كنت ولا بد فاعلاً فاذبحني هنا عند هذه الحجرة فإني قد ذبحت أبي هنا، وكما تدين تدان.وهذا لا يقتصر على العقوق فقط بل على البر ايضاً..ولكل مجتهد نصيب..بروا آبائكم تبركم أبنائكم..