بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم , وبعد :
التوكل على الله من أعظم مقومات الأمة الإسلامية ومن أهم أفكار الإسلام .قال تعالى : {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } قال صلى الله عليه وسلم : ( يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكنوون وعلى ربهم يتوكلون ) .
وكل الأدلة جاءت مطلقة فمن الواجب التوكل على الله بشكل مطلق في كل شي. وحقيقة التوكل على الله هو تفويض الأمر إليه تعالى وحده وهو واجب، بل أصل من أصول الإيمان لقوله تعالى: { وعلى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } فالتوكل من الأسباب المعنوية القوية لتحقيق المطلوب وقضاء المصالح، لكن على المؤمن أن يضم إليه ما تيسر له من الأسباب الأخرى سواء كانت من العبادات كالدعاء والصدقة، أم كانت من الماديات التي جرت سنة الله بترتيب مسبباتها عليها كالأكل والشرب، والتداوي بالأدوية المباحة، ونحوها؛ اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه خير المتوكلين ، وكان صلى الله عليه وسلم يأخذ بالأسباب الأخرى المناسبة مع كمال توكله على الله تعالى، فمن ترك الأسباب الأخرى مع تيسرها واكتفى بالتوكل فهو مخالف لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسمى توكله عجزًا لا توكلًا شرعيًا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .