الإسراف والتبذير والمباهاة في المأكل والمشرب والملبس، من الأمراض الاجتماعية الخطرة التي تقع فيها بعض الأسر المسلمة، في حين تعاني أسر أخرى من بخل الأب أو الأم وتقتيرهما على الأبناء، الاعتدال في الإنفاق أحد السلوكيات المفقودة داخل أسرنا المسلمة وأن الآباء لا يشغلون أنفسهم بتعليم أولادهم الاقتصاد في الإنفاق دون تقتير فينشأون على قدر كبير من الإسراف أو البخل وكلاهما سلوك يرفضه الإسلام.
تربية الأبناء على الاعتدال والتوسط في الإنفاق سيجعلهم شبون على ثقافة العمل والكد والقناعة، ويجب على الآباء أن يدربوا أولادهم على البذل والإنفاق في وجوه الخير ويقول: إن المال من عند الله ونحن مستخلفون فيه، قال تعالى: آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِما جَعَلَكُم مسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ويتفاوت الناس فيما قدر لهم من أرزاق وهذا ليس معناه أن الغني أفضل من الفقير، بل الأفضلية عند الله بالتقوى والعمل الصالح ونحن مطالبون بالعمل والسعي لنتخلص من الفقر، وقد حثتنا شريعتنا الإسلامية على الاعتدال في كل شيء لأن الاقتصاد والتوسط فضيلة مستحبة وخلق ينبغي أن يتحلي به المسلم في كل جوانب حياته من عبادة وعمل وإنفاق ومأكل ومشرب وطعام.
والاعتدال في الإنفاق يتحقق حينما ينفق المسلم دون إسراف أو بخل، يقول الله تعالى: وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُل الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً محْسُوراً والاعتدال في إنفاق المال من صفات عباد الرحمن الصالحين الذين مدحهم الله عز وجل بقوله: وَالذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً، وأول درس نبوي يجب أن نعلمه لأولادنا والكلام على لسان د. فؤاد شاكر أن الاقتصاد في النفقة يحمي من الفقر وسؤال الناس، فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما عال من اقتصد أي ما افتقر من اعتدل في إنفاقه.