إن من مظاهر تكريم الله للإنسان أن خلقه الله في أجمل صورة وأحسن تقويم , قال تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) , ثم امتن عليه وكرمه وفضله , قال تعالى : ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقنهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) , ونفخ فيه من روحه , قال تعالى: ( ثم سواه ونفخ فيه من روحه ) , وسخر له المخلوقات , قال تعالى : ( وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه ) , وهذا التكريم للجنس البشري على حد سواء ليقوم هذا الإنسان بعبادة الله وتوحيده وتمجيده وتعظيمه , ثم ميز سبحانه وتعالى بين المسلم وغير المسلم , فقال الله تعالى : ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ) . لقد صاغ الإسلام منذ عصر النبوة العقل المسلم ,
والفكر الإسلامي بما يتماشى مع الوحي الإلهي على امتداد القرون , ولقد امتن الله سبحانه وتعالى على هذا الإنسان بعد تكريمه , فجعل له حقوقا وعليه واجبات , وتتلخص هذه الحقوق بما أجملته نصوص الشريعة الإسلامية فيما يلي :
عدم التمييز في الكرامة وفي الحقوق الأساسية مابين إنسان وآخر بسبب العرق أو الجنس أو النسب أو المال , ومن الحقوق : الدعوة إلى التعاون بين الشعوب على ما فيه الخير للجميع وتقديم جميع أنواع البر إلى جميع بني الإنسان عملا بما جاء في قوله تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) , ومن الحقوق : إعطاء الإنسان حريته في عقيدته وعدم جواز ممارسة الإكراه فيها عملا بقوله تعالى : ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) , ومن الحقوق : حرمة العدوان على مال الإنسان وعلى دمه وعرضه وأن له الحرية في ذلك ما لم يتعدى فيها حدا أو نصا شرعيا , ومن الحقوق حصانة البيت والأسرة لحماية حرية الإنسان فيها , قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون ) ,
وأيضا من حقوق هذا الإنسان كرامته حين يولد , وكرامته في العيش وكرامته حين يموت فيغسل ويصلى عليه ويدعوا له الناس بالرحمة والمغفرة , ويمنع الإسلام أن يُمس جسد إلا بحق , ويحرم التمثيل بجسده حتى وهو ميت , وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كسر عظم الميت احتراما لتلك الكرامة التي وهبها الله لهذا الإنسان , فعن عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( كسر عظم الميت ككسره حيا ) .
إن حقوق الإنسان في الشريعة من نعم الله سبحانه وتعالى على عباده أكدتها نصوصها و وأصولها العامة , وألزمت بها الحاكم والمحكوم والدول والشعوب , وتعتبر الشريعة الإسلامية هي مصدر الحقوق كلها للإنسان في أساس الحق ومصدره .
معيض الربيعي
حقوق الإنسان
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/219010/