بسم الله الرحمن الرحيم
دعت آيات الله سبحانه وتعالى وأحاديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى صلة الرحم رغبت فيها لعظم أهميتها ومكانتها دينياً ودنيوياً .
فالمجتمع الذي يحرص على صلة الرحم يكون حصناً منيعاً يُنشأ أُسر متماسكة تتميز بمكارم الأخلاق , فيصبح مجتمع مزدهر ومثمر .
صلة الرحم تكون من أقرباء الرجل والمرأه من ناحية الأب والأم .
والمعنى منه الإحسان إلى الأقارب في القول والفعل وزيارتهم وتفقد أحوالهم وحوائجهم والسؤال عنهم والسعي في مصالحهم .
فضلها عظيم وبين ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنها من الإيمان .
حيث قال عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه " رواه البخاري .
ومن فضلها أيضاً أنها سبب للبركة في الرزق والعمر ؛ عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه " رواه البخاري ومسلم .
وعن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من سره أن يمد له في عمره , ويوسع له في رزقه , ويدفع عنه ميتة السوء , فليتق الله وليصل رحمه " رواه البخاري ومسلم .
كما له مكانة عظيمة في صلة الله تعالى وإكرامه ويدل ذلك حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الرحم معلقة بالعرش , تقول من وصلني وصله الله , ومن قطعني قطعه الله " رواه مسلم .
فهو من أسباب دخول الجنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ياأيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصِلوا الأرحام وصلوّا بالليل والناس نيام تدخلو الجنة بسلام " رواه أحمد والترمذي .
والفرق بين الواصل والمكافئ , المكافئ هو من يرد الزيارة أو يرد الجميل أو المعروف أما الواصل هو الذي يصل من قطعه ويزور من جافاه ويحسن لمن أساء إليه .
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها " رواه البخاري .
وعن ابي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال : " يارسول الله إن لي قرابه أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويجهلون علي وأَحلُمُ عنهم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لئن كان كما تقول , فكأنما تُسِفُّهُم المَلَّ ولا يزال من الله معك ظهير مازلت على ذلك " رواه مسلم .
معني تسفّهم: تطعمهم .
المَلّ : الرماد الحار الذى يُحمى ليدفن فيه الطعام فينضج، وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم بما يلحقهم من الأذى بأكل الرماد الحارّ .
الظهير : الناصر والمعين .
معيض الربيعي
صلة الرحم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/218924/