بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعامين ، " شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا " [الأحزاب:45-46].
أما بعد:
فالداعية إلى الله جل وعلا لابد أن تكون دعوته على بصيرة ، وأن تكون له أهداف يطمح للوصول إليها في دعوته . من خلال هذه الأسطر سأذكر بعضا من الأهداف التي ينبغي للداعية أن يسعى إلى تحقيقها .
أول ما يجب أن يسعى الداعية إلى تحقيقه هو : تحقيق مرضاة الله عز وجل ، فالله تعالى أمرنا في كتابه الكريم بالدعوة إليه ، قال تعالى : " وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " [آل عمران:104] .
ومن أهداف الدعوة : إنقاذ الناس من الضلال إلى الهدى ، ومن الظلمات إلى النور ، قال الله تعالى : " اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ... "[البقرة:257].
ومنها : بناء الشخصية المسلمة والمجتمع المسلم ، قال الله تعالى : " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ " [الجمعة:2] .
ومثل قول ربعي بن عامر رضي الله عنه حين عبر عن أهداف دعوته ، والغاية من جهاده ، فقال لرستم : (الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ...إلخ) .
ومن أهداف الدعوة أيضا : إحقاق الحق ، وإبطال الباطل ، قال الله تعالى : " لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ " [الأنفال:8] .
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفق كل داعية إلى الله جل وعلا ، وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين .