من النعم العظيمة التي من الله تعالى بها على الانسان، نعمة الماء العذب، فالماء العذب افضل شراب، واعظم صدقة، ورحمة الله على خلقه، وحيث وجد الماء وجدت الحياة: فالبلاد التي لا ماء فيها تهجر.
وبين الله لنا الآداب وكيفية التعامل مع هذه النعمة، فلا يجوز للإنسان ان يسرف في اي شيء، ومن ذلك الإسراف في استعمال الماء، ولو في العبادة، فلا تشرع الزيادة على ثلاث غسلات لكل عضو من أعضاء الوضوء، وكان النبي يتوضأ في مد (ربع لتر)، ويغتسل في صاع (اي: لتر تقريبا)، ان سقي الماء من افضل الاعمال واعظم القربات، قد سئل ابن عباس اي الصدقة افضل، فقال الماء الم تروا الى اهل النار حين استغاثوا باهل الجنة ان افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله.
الماء شريان الحياة و سر من أسرار وجودها و به تستمر الحياة على وجه الأرض، و هو منفعة اجتماعية عامة ملك للمجتمع بأسره و ليست ملكا لفرد بذاته لذلك لا تهدرها أبدا و حافظ عليها دائما، و من مظاهر هدرها ترك الصنابير مفتوحة، المبالغة في استهلاك الماء في الغسيل والاستحمام، استهلاك كميات كبيرة في عملية الوضوء، اذا اراد ان يعرف احدنا قيمة الماء، فلينظر الى ذلك الملك الذي قال لعلماء: عظني، فقال له العالم: ايها الملك، ارأيت ان منعت الماء، اتشتريه بنصف ملكك؟ فقال له: نعم، قال ارأيت ان حبسته اتفتدي نفسك بنصف ملكك؟ قال: نعم، قال له: فلا خير في ملك لا يساوي كأس ماء