التقوى مأخوذة من الوقاية وهي أن تجعل بينك وبين عذاب الله عز وجل وقاية وهي الحاجز، وذلك بفعل الواجبات وترك المحرمات. والتقوى درجات: أعلاها فعل الواجبات والمستحبات وترك فضول المباحات وتجنب المحرمات والشبهات والمكروهات والورع عما تخشى عذابه في الآخرة. وأدناها فعل الواجبات وترك المحرمات مع ترك المستحبات وفعل المكروهات والتوسع في فضول المباحات وقلة الورع. والتقوى هي الغاية من تشريع الأحكام الشرعية من فعل واجبات وترك محرمات، قال تعالى (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون)
فتقوى الله هي السبب العظيم في تحصيل سعادة الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}،
فمَن اتَّقى الله وراقَبَه في جميع أموره وأحواله يسَّرَه لليُسرى وجنَّبَه العُسرى، ورزَقَه من حيث لا يحتَسِب، وأراحَه في جميع أعماله وتصرُّفاته، وتقبَّل منه عمله؛ يقول - سبحانه -: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾[المائدة: 27].
وكثيرا ما يوصي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالتقوى ويحث عليها؛ يقول - صلى الله عليه وسلم -: "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق أحسن" ويكررها - صلى الله عليه وسلم - في كل خطبة يخطبها في المسلمين، وفي كل وصية يوصيهم بها.