بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد:
سورة الإخلاص من أعظم السور وهي أربع آيات عظيمة تشتمل على توحيد الأسماء والصفات.
أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها تعدل ثلث القرآن، فإذا كررها ثلاثاً كان بمثابة من ختم القرآن، عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن ؟ . قالوا : وكيف يقرأ ثلث القرآن ؟ قال : ( قل هو الله أحد ) تعدل ثلث القرآن ) [ رواه مسلم ] [ وصحح الألباني في صحيح الترغيب والترهيب / 1480 ] .
فينبغي الإكثار من قراءتها، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن أحب سورة الأخلاص انها سبب لدخوله الجنة,
عن أنس أن رجلا قال : يا رسول الله إني أحب هذه السورة ( قل هو الله أحد ) فقال : ( إن حبك إياها يدخلك الجنة ) [ رواه الترمذي وصححه الألباني / 2323 ..
من احب ان يُبنى له بيتاً في الجنة فليقرأ سورة الإخلاص عشر مرات,
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ " قل هو الله أحد " حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة ) [ سلسلة الأحاديث الصحيحة / 589 ] ..
وقد فسر العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله سورة الإخلاص في كتابه تيسر الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان فقال:
{ 1 - 4 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ }
أي { قُلْ } قولًا جازمًا به، معتقدًا له، عارفًا بمعناه، { هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } أي: قد انحصرت فيه الأحدية، فهو الأحد المنفرد بالكمال، الذي له الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا، والأفعال المقدسة، الذي لا نظير له ولا مثيل.
{ اللَّهُ الصَّمَدُ } أي: المقصود في جميع الحوائج. فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار، يسألونه حوائجهم، ويرغبون إليه في مهماتهم، لأنه الكامل في أوصافه، العليم الذي قد كمل في علمه، الحليم الذي قد كمل في حلمه، الرحيم الذي [كمل في رحمته الذي] وسعت رحمته كل شيء، وهكذا سائر أوصافه، ومن كماله أنه { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } لكمال غناه { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } لا في أسمائه ولا في أوصافه، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى.
فهذه السورة مشتملة على توحيد الأسماء والصفات.
وهي أيضا من السور التي تقُرأ في اذكار الصباح والمساء مع المعوذتين فتقي بإذن الله من تسلط الشياطين .
هذا ما تسنى لي ذكره فالحديث عن فضل هذه السورة يطول.
ختاماً إن أحسنت فمن الله، وإن أسأت أو أخطأت فمن نفسي والشيطان.