التواصل عبر الشبكة الإلكترونية هو سلاحٌ ذو حدّين ، ففي جهة لم يعد الترابط الأسري في هذا الزمان بين أفراد الأسرة الواحدة ، بل أصبح الترابط الموجود يُشكِّل أفراد تلكَ الأسرة بمختلف أنواع التواصل الاجتماعي الخارجي مما أحدثَ فجوةً أكبر بين الأشخاص في محيط العائلة ، فهذا التواصل الاجتماعي قام بفرض نفسه على نمط الحياة ، ولَعِبَ دوراً بارزاً في تشكيل الآراء المختلفة ، وتمثيل دور الإعلام البديل .
ففي دراسةِ حديثة قام بها بعض المُستفتين بتقريب نسبة الأفراد الذين ينفردون بأنفسهم عن عائلاتهم بسبب استخدام الشبكة الإلكترونية ؛ حيثُ وصلت النسبة إلى ما يقارب الـ 45% وهي في ازدياد ملحوظ ، كما لا يُغفل عن الدور الإيجابي الذي تلعبه تلك المواقع الإلكترونية من مزايا ، وتحقيق أهداف ، والتعبير عن الرأي السليم ، لمَن وفّق في استخدامها الاستخدام الصحيح .
الشبكة الإلكترونية هي " غــول " يُطارد ترابط الأُسر ، ويُزعزع أمان الثقافات الفكرية ، والمعتقدات الدينية لمن ليس له مرجع موثوق تابع للقرآن والسنة واتباع سلف الأمة .
أصبحنا نرى أفراد الأسرة الواحدة مجتمعين لكنّ الصمتُ يســود ويُخيّم على المكان ؛ فكلٌ مشغولٌ فِكره فيمن يُحدّث ، وفيما يُشاهد ، مما خلق العجز عن التواصل والتفاعل الجسدي ، والتعبير المُباشر للاحتياجات وارتفاع نسبة الانعزال وحالات الاكتئاب .
ويمكن الختمـ بأنّ عدم الالتفات إلى إيجابيات هذه الشبكة والمواقع الالكترونية رُغمَ طغيان السلبيات إلّا أنها ستصبح ظاهرةً خاطئة من حيث تقدّم المجتمعات الأخرى ، وحصول التخلف الفكري ، والثقافي ، والاجتماعي .