من أفضل الأعمال التي دعا إليها الشرع ورغب فيها حسنُ الخلق، فهو من أعظم مواهب الله لعباده.
دعا الإسلام إلى التحلّي بمكارم الأخلاق، ورغب في حسن الخلق فجعله سبباً لدخول من يتحلى به الجنة، وإن كان حسن الخلق مندوباً إليه بوجه عام، وما أجمل أن يتحلى بها الشباب فى عصر النهضة الممتلئ بالتحديات والمغريات التى تأخذ بناصية الشباب والطلاب والطالبات إلى الفساد والانحراف بزعم مسايرة الموضة والتقدم وترك الرجعية والتخلف .
والأخلاق هى هدف الأديان السماوية فلماذا أرسل الله الرسل ؟ ما أرسل الله الرسل إلا ليصححوا أخلاق الناس , قال صلى الله عليه وسلم : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) , ولأهمية الأخلاق الكبرى وصف بها الرسول قبل البعثة فلقب ( بالصادق الأمين ) , والشاب الذى يتمتع بمكارم الأخلاق يأخذ أجر الصائم بالنهار القائم بالليل وقال الشاعر :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
قال تعالى عن نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم} [القلم: 4].
وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ))[1].
وحسن الخلق يشمل جوانب كثيرة من حياة المسلم، في أقواله وأعماله، وفي عبادته لربه وتعامله مع عباده.
وقال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34].
قال ابن عباس: "أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب؛ والحلم عند الجهل، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله وأخضع لهم عدوهم"[2].
فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ))[7].
وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن حسن الخلق هو أثقل القربات في ميزان المؤمن، إذ روى عنه أبو الدرداء رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ما من شيء أثقل في الميزان من خُلُق حسن(،
فقد روي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ الخُلُقِ دَرَجَةَا لصّائِم القائِمِ»(، وبيّن أن صاحب الخلق الحسن هو أحب الناس إليه وأقربهم منه مجلساً يوم القيامة، فقد روي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « (أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِليَّ، وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟) - ثَلاثَ مَرَّاتٍ يَقُولُهَا - قُلْنَا: بَلَىٰ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: (أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقَاً(
ولهذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصائم عن سوء الخلق، وبيّن أنه لا يخلق به أن يفحش في القول، أو أن يعلو صوته صائحاً عند مخاصمة غيره، أو أن يقابل إيذاء غيره له بالسب أو الشتم أو غيرهما بمثله، »،يقوم حسن الخلق علي اربعة اركان :-
*الصبر : فهو يحبس النفس عن الاخلاق السيئة ويصابر صاحبه علي الأخلاق الحسنة
*العفة : تحمل علي اجتناب الرذائل والقبائح من الاقوال والافعال وتمنع من الفحشاء
*الشجاعة : فتحمل علي عزة النفس وايثار معاني الاخلاق والشيم والبذل وكظم الغيظ
*العدل : يحمل علي اعتدال الاخلاق والتوسط بين طرفي الإفراط والتفريط الاخلاق السافلة مجتمعة علي أربعة أركان أيضا :-
*الجهل : فيري صاحبه الحسن قبيحا والقبيح حسنا لجهله
*hلظلم : يحمل صاحبه علي وضع الشيء في غير موضعه فيغضب في موضع الرضا ويرضي في موضع الغضب وهكذا
*الشهوة : تحمل علي الشح والبخل والجشع والنهم والدناءات كلها .
*الغضب : فيحمل علي الحقد والحسد والعدوان
كل صفة حميدة بين صفتين ذميمتين مثل :-
- الجود بين البخل والتبزير
- التواضع بين الذل والكبر
- الحياء بين الوقاحة والعجز
- الانات بين الاستعجال والتفريط
- الشجاعة بين الجبن والتهور
- القناعة بين الشح والخسة
- الرحمة بين القسوة والضعف
- طلاقة الوجه بين التعبيث وإذهاب الهيبة والوقار الاحترام من أهم الصفات التي ينبغي علينا التحلي بها فاحترامك
للأخرين يصنع احترامهم لك والاحترام يعني التكلم بأدب مع
الأخرين من غير رفع الصوت أو العبوس في الوجه أو إظهار
الغضب. فاحرصي أختي على احترام من هم أكبر منك سواء أكانوا
والديك أو إخوانك أو معلماتك.
وماأجدرنا جميعا أن نقتدي برسولنا العظيم الذي عرف بالصادق الأمين.