إن للدعوة إلى الله أهدافًا يجب العمل من أجل تحقيقها ، و قد لخصها ربعي بن عامر القائد المسلم الذي فقه الإسلام على حقيقته الناصعة ، لما سأله قائد الفرس "رستم" عن سبب مجيء المسلمين إلى أرضهم قال : ( إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ، و من جور الأديان إلى عدل الإسلام ، و من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا و الآخرة ).
أهداف الدعوة حسب ما ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
الهدف الأول : إيضاح عبودية المخلوق للخالق و تحقيقها
و ذلك بعد أن جهل الناس حقيقتها و قصروا في الالتزام بها بل جاءوا بما يخالفها قولَا و عملَا و اعتقادَا كما عرفنا ذلك عند الحديث عن حال الجزيرة العربية و العالم الإسلامي قبل قيام الشيخ بالدعوة و عمل – رحمة الله – على تحقيق ذلك من خلال :
أولَا : الدعوة إلى إخلاص العبادة لله و تخليص التوحيد مما شابه من الشرك.
ثانيَا : العمل على إبطال التوسل بالأولياء و الصالحين و دعائهم من دون الله و الاستغاثة بهم و إزالة مظاهر الشرك بهدم القباب التي كانت على القبور و المباني المشيدة عليها و تسويتها و كذلك إزالة جميع مظاهر الشرك الأخرى من عبادة الأحجار و الأشجار و التبرك بها.
ثالثَا : الدعوة إلى الكفر بالطواغيت و الإعراض عن عباداتهم و أن من كل من عبد من دون الله و هو راض بذلك.
الهدف الثاني : الاهتمام بالمجتمع المسلم من الناحيتين التعليمية و التنظيمية و غيرهما :
قد سلك الشيخ – رحمة الله – تطبيق الشريعة الإسلامية في كل أمور ، ويتحقق هذا الهدف بعدة مسائل:
أولَا : العناية بكافة فئات المجتمع ، سواء أهل الحاضرة أم البادية ، بتعليمهم أصول الدين و دعوتهم إلى ذلك بالحكمة و الموعظة الحسنة.
ثانيَا : جمع شمل المسلمين بعد التفرق ، و إطفاء نيران الظلم و الفتن بينهم .
الهدف الثالث : إقامة دين الله بين عباد الله بالطرق الموصلة إلى ذلك ، و يتمثل ذلك في مسائل :
أولاَ: إعلاء كلمة الجهاد، يقول الشيخ: "وذلك أني لا أعرف شيئاً يتقرب به إلى الله أفضل من لزوم طريقة رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، في حال الغربة، فإن أُضيف إلى ذلك جهاد الكفار والمنافقين، كان ذلك تمام الإيمان"، إلى أن قال: "ومن أفضل الجهاد جهاد المنافقين .
ثانيَا : إقامة الحدود، التي بدأها برجم الزانية، التي ترددت عليه معترفة ومقرِّة.
اللهم اجعلنا هداة مهتدين، نصحاء لك ولكتابك ولرسولك وللمسلمين، وهذه بعض الهمسات لكل داعية :
1) أول ما ينبغي التواصي به أن نتواصى بالصبر و الأناة و عدم التعجل و عدم الملل
2) عدم التكلف قال تعالى : " قل ما أسألكم عليه من أجر و ما أنا من المتكلفين "
3) إثبات الكفاءة وإيجاد القدوة النموذج من بيننا ، ولا يتحقق هذا في واقع الناس إلا بعلو الهمة
4) عدم الدعة و الراحة فإن الحمل ثقيل، و الجنة تحتاج منا بذل الغالي و النفيس ،قال تعالى : " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون "
5) عدم استكثار الأعمال ،قال تعالى :" ولا تمنن تستكثر و لربك فاصبر"
6) رفع مستوى العلم بالإسلام لدرجة تؤهل للتمييز
7) سلفية المنهج و المواجهة