سوء الظن في تعاليمنا الدينية يطلق علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً ، فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما و بعبارة أخرى سيء الظن هو الإنسان الذي يتخيّل و يظن سوءً بأقوال الآخرين و أفعالهم . l
فسوء الظن يعتبر من الأمراض الأخلاقية الخطرة فمن غطّى غبار سوء الظّن صفحة قلبه الصافية لا يرى الآخرين على جمالهم و لا يمكنه درك الواقع و قد حذّر الإسلام أتباعه من هذه الصفة تحذيراً شديداً فقد جاء في القرآن الكريم " يَأَيهُّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اجْتَنِبُواْ كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَ لَا تجَسَّسُواْ وَ لا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَ يحُبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَ اتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيم " ( سورة الحجرات -١٨ ) قال الله سبحانة في آية أخرى " وَ لا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤَادَ كلُُّ أُوْلَئكَ كاَنَ عَنْهُ مَسْؤولا" ( الإسراء-٣٦ )
فسوء الظن خصلة من أشنع الرذائل الأخلاقية، التي تؤدّي إلى الفرقة بين العوائل، وتمزّق المجاميع البشرية والإنسانية. وأوّل ثمرة سلبية لسوء الظن هي زوال الثقة بين الناس، وعندما تزول الثقة، فإنّ عملية التعاون والتكاتف في حركة التفاعل الاجتماعي ستكون عسيرة للغاية، ومع زوال التعاون والتكاتف في المجتمع البشري فسوف يتبدّل هذا المجتمع إلى جحيم ومحرقة، يعيش فيه الأفراد حالة الغربة والوحدة من الأفراد الآخرين، ويتحرّكون في تعاملهم من موقع الريبة والتشكيك والتآمر ضدّ الآخر.ولهذا السبب، فإنّ الإسلام، ولأجل توكيد ظاهرة الاعتماد المتقابل بين الأفراد والأمم،اهتمّ بهذه المسألة اهتماماً بالغاً؛ فنهى بشدة عن سوء الظن، ومنع الأسباب التي تورث سوء الظن لدى الأفراد، وعلى العكس من ذلك،
كما أن النبي الاكرم صلى الله عليه وسلم يقول " إن الله تعالى حرّم من المسلم دمه و ماله و أن يظن به ظن السوء " و عن أمير المؤمنين رضي الله عنه " إجتنبوا سوء الظّن بالآخرين فإن الله قد نهى عنه "و يقول في مكان آخر" سوء الظّن بمن لا يخون من اللؤم ".
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين