الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، المحمودِ على كُلِّ حالٍ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على خيرِ الأنامِ، وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ.
إن المرض والبلاءُ، والسَّقَمُ والعناءُ شيءٌ يكتبُه اللهُ على بني آدمَ وغيرِهم،ولكنْ معَ أنَّه سبحانه قد أنزل وكتب البلاءَ، إلَّا أنَّه جعل لكلِّ داءٍ دواءً، عَلِمه مَن عَلِمه، وجَهِله مَن جَهِله. وهذا الدَّواءُ يختلفُ باختلافِ الأمراضِ والأشخاصِ؛ فالأمراضُ الحِسِّيَّةُ لها دواؤُها، والأمراضُ المعنويَّةُ والرُّوحيَّةُ لها أيضًا دواؤُها الَّذي تَبرأُ به بتوفيقِ اللهِ جلَّ وعلا.
ومِن الأدويةِ النَّافعةِ، والعلاجاتِ النَّاجعةِ، المُيسَّرةِ، المُجرَّبةِ:العلاجُ بالصَّدقةِ؛ فإنَّ للصَّدقةِ تأثيرًا عجيبًا، ونتيجةً واضحةً ومُجرَّبةً في دفعِ البلايا وشفاءِ الأسقامِ، لكن لا تَتحقَّقُ هذه النَّتيجةُ إلَّا إذا أراد العبدُ بصدقتِه هذه وجهَ اللهِ -عزَّ وجلَّ-.
. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (داووا مرضاكم بالصدقة، وحصنوا أموالكم بالزكاة، وأعدوا للبلاء الدعاء) "أخرجه البيهقي في السنن الكبرى وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير
نعم، فهذا إرشادٌ نبويٌّ لكلِّ مريضٍ، وكلِّ صاحبِ بلاءٍ؛ إذا أراد الشِّفاءَ والعافيةَ؛ فعليه ببذلِ السَّببِ، وبذلِ المالِ والجاهِ لمَن يحتاجُه، وأن يكونَ في وجوهِ البرِّ والإحسانِ، فإِذَا كان كَذَلِكَ كان له من الأثرِ على النَّفسِ، وصِحَّةِ البدنِ والولدِ الشَّيءُ العجيبُ
فأوصيكم بكثرة الصدقة ، فليس هناك تجارةٌ أربحُ من التِّجارةِ معَ اللهِ؛ فمَن أراد البركةَ في مالِه وذُرِّيَّتِه، والسَّلامةَ في بدنِه وصِحّتِه؛ فَلْيُتاجِرْ معَ ربِّه، وليبذلْ ويَتصدَّقْ من شريفِ مالِه، ويُدخِلِ السُّرورَ على قلوبِ الفقراءِ؛ حتَّى يُدخِلَ اللهُ على قلبِه السَّعادةَ والهناءَ.
أسألُ اللهَ لنا وللمسلمين الشِّفاءَ التَّامَّ، والعافيةَ المُستديمةَ في الدِّينِ والدُّنيا والآخرةِ. وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ