إن للدعوة إلى الله أهداف يجب العمل من اجل تحقيقها والاهتمام بها وجعلها المحور والقاعدة في الدعوة إلى الله وقد لخصها ربعي بن عامر القائد المسلم الذي فقه الإسلام على حقيقته حين سأله قائد الفرس رستم عن سبب مجيء المسلمين إلى أرضهم لفتحها قال ان الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ومن جور الأديان الى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والاخره هاهو ربعي انتهج منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله ومن سلك غير هذا السبيل فقد خالف سبيل الأنبياء في الدعوة الى الله وقد خصنا الله سبحانه وتعالى بمسئولية لاتختص بالدعاة فقط ولكنها مسئولية كل فرد بالامه الاسلاميه حيث قال تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّة وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاس وَيَكُون الرَّسُولعَلَيْكُمْ شَهِيدًا "
ولذلك يجب علينا السعي لإصلاح أنفسنا وغيرنا آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر لنفوز في البشارة التي بشر الله بها في محكم آياته حيث قال تعالى (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )فالدعوة الى الله عبادة يتقرب بها المسلم الى الله لايعملها لهوى في نفسه او الرغبة في العلو في الأرض ولكن يندفع إليها طمعا في ثواب الله عز وجل كما وضح ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي بن ابي طالب حينما أعطاه الراية فقال علي يارسول الله أقاتلهم حتى يكون مثلنا فقال أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من ان يكون لك حمر النعم )) فبيان الحق والإبلاغ وتقويم الفكر المنحرف ودحض العقائد الزائفة من أهم الأهداف المراد تحقيقها فإما ان يستجيب المدعو ويهتدي ويتحقق هدفنا
وإما أن يعاند ويكفر ويتحقق هدف إقامة الحجة لله لقوله تعالى ((رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَالرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا))
فسنن الله تعالى في خلقه ثابتة لاتتغير ولا تختلف عند وجود أسبابها ومن هذه السنن ان الله عزوجل يسلط عقوباته على المجتمعات التي تفرط بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يظهر لنا ذلك حينما نتأمل نصوص الكتاب والسنة ندرك تمام الإدراك العقوبات العظيمة التي سنها الله في حق كل أمه تخلت عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال تعالى ((لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (78) كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْيَفْعَلُونَ))