أداء فرض من فرائض الله من أعظم القرب لله تعالى، كالصلاة والصيام والزكاة والحج، والحج إلى بيت الله الحرام ركن من أركان الإسلام يجب في العمر مرة واحدة في حق من استطاع إليه سبيلًا، بل جعله النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم الأعمال بعد الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم والجهادِ في سبيل الله.
الحج المبرور هو الذي لا يخالطه إثم، وعلامته أن تظهر ثمرُه على صاحبه، بأن تكون حاله بعد الحجِ خيرا منها قبله، ولاشك أن الحامل للعبد على تحمل المشاقِ ومفارقة الأهل والأوطان وبذل الأموال لأداء فريضة الحج لبيت الله الحرام هو الإيمان بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم، فلما تحقق هذا الإيمان في قلب العبد سهل عليه مفارقة أهله وولده وبلده وبذل أمواله التي تعِب في تحصليها، وهذا من علامة الإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، لأن العبد لما آمن بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم استجاب لداعي الرحمن في أداء فريضة الحج لبيت الله الحرام.
حتى إذا ما رجع الحاجُّ إلى بلده وقضى نسكه كان إيمانه وحاله أحسن حالًا من قبل الحجِّ، وهذا هو علامة الحج المبرور الذي ليس له جزاءٌ إلا الجنة، فالواجب على الحاجِّ حينئذ إذا قضى نسكه: الاستقامة على الحق وعدم العود إلى ما كان عليه من الذنوب والمعاصي، فقد جرّب الحاج لذة الطاعة وحلاوة المناجاة لله تعالى