جَبَلَ اللهُ النفسَ البشرية على حُب من أحسن إليها .. وأَلّهَمَ قلوبَ أصحابِها على التعلّق بمن تَفضَّل عليها.. ولاَ أَعظَم من إحسانِ الوالدين وعطفهما ورحمتهما فهي نعمة جليلة تمنَنَّ الله تعالى بها علينا فهما سبب وجودنا في هذه الدنيا ولِعِظَم هذا الفضل منهما فقد قَرَنَ الله حقَّهما بحقهِ سبحانه في قوله تعالى ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ ولاَ تُشرِكُوا بِهِ شَيئاً وَبِالوَالدَينِ إِحْسَاناً ) النساء 35 ، وبرِّكَ بهما إنما هو سبب
لسعةِ الرزق وطولِ العمر وطريق إلى الجنة وإن حق الوالدين عظيم .. فمهما قدمت وفعلت سيلحقكَ التقصير ولكن الله يثيب الكثير على القليلكما عليك أن تجعل لهما نصيباً من دعائك تدعو لهما في حال الحياة أو الممات . فوا عجباً ممن تنكَّر لجميلِ والدَيه وقابلَ معروفهما وإحسانهما إليه بالنكران والعقوق ! متناسياً أن هذا العقوق كبيرة من الكبائر وعلامة على ضعف الدين وأنه سيأتي عليه يوم سيفقدهما فيه وسيحتاج إلى لحظة دفء أو ساعة لقاء بهما فلا يجدهما , الآن هي فرصة كل من له أم وأب على قيد الحياة ليبادر إلى رعايتهما والإحسان إليهما وطاعتهما ولزوم القيام بحقوقهما قال الله تعالى ( أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) لقمان 14 وفقنا الله وإياكم على طاعته ورزقنا بر والدينا اللهم آمين..