عادات سيئة و أخلاق ذميمة انتشرت بين قطاع عريض من الناس ، و لعلَّ من أخطرها عادة أصبحت أساسية في كل مجلس لا يستغني عنها أصحابها – إلا من رحم الله – رغم أنها عادة ذميمة و عمل لئيم ، و جريمة أخلاقية منكرة ، لا يحسنها إلا الضعفاء و الجبناء ، و لا يستطيعها إلا الأراذل و التافهون ، ولا ينتشر هذا العمل إلا حين يغيب الإيمان أو يضعف ، وهي اعتداء على الأعراض ، و ظلم فادح و إيذاء ترفضه العقول ، وتأباه النفوس الكريمة التي جُبلت على مكارم الأخلاق ، وهي كبيرة من كبائر الذنوب .
لعلك عرفت هذه العادة الذميمة و العمل اللئيم إنها الغيبة . البضاعة الكاسدة ، والتجارة الخاسرة حيث يخسر فيها المغتاب كثيراً من حسناته ، و يكسب كثيراً من الذنوب و السيئات .
و بعض الناس مع الأسف الشديد لا تراه دائماً إلا منتقداً ، و ينسى صفات الآخرين الحسنة ، و يركز على أخطائهم و عيوبهم فقط ، فهو مثل الذباب يترك موضع السلامة و يقع على الجرح و الأذى ، و هذا من رداءة النفوس و فساد المزاج .
و منهم من يقع في الغيبة موافقة لجلسائه و أصحابه ، أو يُخرجها في قالب السخرية أو الاغتمام أو الغضب و إنكار المنكر .
فهؤلاء الشرذمة من الناس نسوا وتناسوا أنه بمجرد إطلاق الكلمة و انتهاء المجلس حديثهم مُحصى عليهم ، وموقوفون يوم القيامة حتى يُقتص منهم ، فيؤخذ لمن اغتابوهم من حسناتهم ، فإن فنيت حسناتهم أُخذ من سيئاتهم فحطَّت عليهم .. و ما أشدها من مصيبة أن يُفجع المرء في ذلك اليوم العظيم بمثل هذا و هو أحوج ما يكون للحسنة الواحدة .
معيض الربيعي
مهلكت الحسنات
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/217352/