قال ابن القيم رحمه الله ;وهو الرفيق يحب أهل الرفق يعطيهم بالرفق فوق أمان. و كذلك من أسمائه سبحانه الــرفيــق وهو مأخوذ من الرفق الذي هو التأني في الأمور والتدرج فيها وضده العنف الذي هو الأخذ فيها بشدة واستعجال ، والتفسير لهذا الاســـــم الكريم مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " إن الله رفيق يحب الـــرفق ،وإن الله يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف " فالله تعالى رفيق في أفعاله حيث خلق المخلوقات كلها بالتدريج شيئا فشيئا بحسب حكمته ورفقه ، مع أنه قادر على خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة.وهو سبحــانه رفيق في أمره ونهيه فلا يأخذ عباده بالتكاليف الشاقة مرة واحدة ، بل يتدرج معهم من حال إلى حال حتى تألفها نفوسهم وتأنس إليها طباعهم ، كما فعل ذلك سبحانه في فرضية الصيام وفي تحريم الخمر والربا ونحوهما . فالمتأني الذي يأتي الأمور برفق وسكينة ، إتباعاً لسنن الله في الكون وإقتداء بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تتيسر له الأمور وتذلل الصعاب ، خاصة إذا كان ممن يتصدى لدعوة الناس إلى الحق فإنه مضطر إلى استشعار اللين والرفق كما قال تعالى : " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " فصلت (34)
معيض الربيعي
ان الله رفيق يحب الرفق
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/217091/