الدعوة إلى الله تعالى من أشرف الأعمال وأرفع العبادات وهي من أخص خصائص الرسل عليهم السلام وأبرز مهام الأولياء الأصفياء من عباده الصالحين، قال تعالى {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال انني من المسلمين}. الدعوة إلى الله تنحصر أهدافها في أمرين أساسين الأول: دعوة غير المسلمين للإسلام والثاني دعوة المسلمين للخير.
فإن من أبرز أهداف الدعوة إلى الله عز وجل القيام بمهمة البلاغ وهو: إيصال دعوة الله إلى الناس بالحجة والبيان والتبشير والإنذار وإقامة الحجة والأعذار إلى الله بأداء الأمانة، ومن ثم تحقيق رضا الله سبحانه وتعالى وعمارة الأرض بالخير والعمل الصالح وتصحيح العقيدة عند الناس لأنها الأصل فإذا صلحت العقيدة صلحت سائر الأعمال وإذا فسدت فسد سائر الأعمال.
والدين الإسلامي دين الله إلى الناس أجمعين نزل على محمد صلى الله عليه وسلم الوحي به  وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وترتب على ذلك أن أضحت البشرية كلها مطالبة بالدخول في دين الله ، لذا من أهم أهداف الدعوة إلى الله نشر الإسلام في الأرض ، فالدعوة إلى الإسلام دعوة عالمية قال تعالى {وما أرسلناك  إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون}.
وقبل أن يقوم المسلمون بدعوة الأمم إلى دينهم عليهم أن يقوموا بدعوة بعضهم بعضاً إلى حقيقة الإسلام والتواصي بالحق ، وتصحيح السلوك والأخلاق ، والقيام بالفروض والعبادات المتمثلة في أركان الإسلام وتصحيح ما يشوبها أحيانا من البدع والزيادات ، وإصلاح النفوس وتزكيتها ، وتقويم الفكر المنحرف ودحض العقائد الزائفة ، والتصدي للغزو الفكري فالعالم الإسلامي اليوم يتعرض لهجوم شرس من كافة دول الإلحاد وجماعات الكفر ، ويتعرض لعدوان من الداخل والخارج من حروب ودعايات مغرضة ، لذا من أهم أهداف الدعوة الى الله تبني مشكلات الأمة وحمل همومها والإسهام في تقديم حلول لهذه المشكلات.
قال تعالى :{ لقد منَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين } .
وخلاصة الكلام في أهداف الدعوة أنها : نقل العباد من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد .
وأخيراً أسأل الله العلي الحليم رب العرش العظيم أن يبارك في جهود الدعاة وأن يقيض لهم من يعينهم على أداء واجبهم وأن يرزقنا وإياهم الإخلاص في القول والعمل .