اشرق نور الإسلام بدعوة الحبيب المصطفى واشرقت الأرض بنوره، وجاء الإسلام خاتم الرسالات والأديان، جاء نور يهدي الى سبل الرشاد، ويخرج الناس من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ،الرب الواحد العظيم ،وما كانت الرسالة الا رحمة قال المولى عزوجل : ( و َمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) الأنبياء:107.
كان الناس في بعد عن الهدى، كانو في غفله وتيه وظلال، فكانت الرسالة وكان الإسلام وكان السلام، وكان لابد من أمه تدعوا الى الخير، قال المولى عزوجل :
( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) آل عمران:104.
ومنذ البدء كان الايمان بالدعوة الى المولى عزوجل، هو ديدن الرسالات والأديان، دعوة الى الله والى سبيل الهدى الوحيد قال المولى عزوجل : ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) آل عمران:19.
وما كانت الدعوة بالأمر الهين وبالأمر اليسير فهو خروج للإنسان مما اعتاده ومما الفه من الطقوس والشعائر والعادات، كانت عادة مستحكمة وأرث متوارث لما خلفه الاباء والاجداد، ولقد عانى النبي صلى الله عليه وسلم ما عاناه وكابده من صنوف الاقصاء والكراهية بل وإعلان الحرب ! وما زاده ذلك الا عزماً وحرصاً، عليه افضل الصلاة والسلام .
كان الرسول صلى الله عليه وسلم خير داع الى الرسالة ومن بعده الصحابة رضوان الله عليهم ، دعوة انطلقت في مشارق الأرض ومغاربها ، لم تكن لطائفة او فئة او عرق بل دعوة الى الناس آجمعين ، دعوة عالمية ، دعوة ربانية ولم يكن همها متاع مادي أو مكسب ارضي ، بل دعوة لكل مافيه خيرللإنسانية ، دعوة تقويم وإصلاح وتهذيب رباني .
ولقد واجه الدعاة اختلاف في العقول وتباين في مستويات التلقي والقبول ولقد نبه القرآن الكريم الى ذلك في قول المولى عز وجل : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ( سورة النحل : 125 .
لذلك كان على الدعاة ان يكونوا مجهزين بالعدة المعرفية والمنهجيات المختلفة في الدعوة الى الله ، ولكن لا يعني هذا ان تقف الدعوة على المختارين من الناس بل كانت الدعوة الى الله شان كل مسلم، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما:أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-،قَالَ : ( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً ، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار) رواه البخاري .
فما احرانا يا امة الإسلام ان ندعو الى الإسلام لأنه دين الخير والأمن والسلام .