يعتبر التّسامح أحد المبادئ الإنسانية، فالتّسامح مفهوم يعني العفو عندالمقدرة، وعدم ردّ الإساءة بالإساءة، والترفّع عن الصّغائر، والسُّموّ بالنّفس البشريّة إلى مرتبة أخلاقيّة عالية، والتّسامح كمفهوم أخلاقيّ اجتماعيّ دعا إليه كافّة الرّسل والأنبياء والمصلحين؛ لما له من دور وأهميّة كبرى في تحقيق وحدة، وتضامن، وتماسك المجتمعات، والقضاء على الخلافات والصّراعات بين الأفراد والجماعات، فجاءت الشريعة الإسلامية تدعو إلى التسامح وتحض عليه بل وتأمر به، قال الله تعالى: (والكاظمينالغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) آل عمرن ١٣٢) التّسامح يعني احترام ثقافة وعقيدة وقيم الآخرين، وهو ركيزة أساسيّة لحقوق الإنسان، والديمقراطية والعدل، والحريات الإنسانيّة العامّة. وليس التّسامح فقط من أجل الآخرين، ولكن من أجل أنفسنا وللتخلّص من الأخطاءالتي قمنا بها، والإحساس بالخزي والذنب الذي لا زلنا نحتفظ به داخلنا. فالإسلام دين التسامح والسلام حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” بعثت بالحنفية السمحة ” وللتسامح قيمة كبرى في الإسلام فهو نابع من السماحة بكل ما تعنيه من حرية ومن مساواة في غير تفوق جنسي أو تمييز عنصري ، لا شك أن مبدأ التسامح عظيم، لأننا كلنا أهل خطأ، ونحتاج كثيراً إلى من يصفح عنًا ويحلم علينا، ليصنع لنا بذلك معروفاً ندين له به أبداً....فكلنا نخطئ ،و نذنب ،و كلنا يحتاج إلى مغفرة. و"التسامح هو الممحاة التي تزيل آثار الماضي المؤلم. قال تعالى: "(( وإن تعفو أقرب للتقوى )) وقال صلى الله عليه وسلم: ( أفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك )) وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
معيض الربيعي
التّسامح
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/216318/