لقد عني القرآن الكريم عناية بالغة بالحوار, وذلك أمر لا غرابة فيه أبدا لأنه طريق للإقناع ووسيلة من وسائل الدعوة فالكلمة رسالة وأمانة, رسالة يجب أن تقال وتؤدى, وأمانة يجب أن ترعى وتصان قال تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) فالكلمة الطيبة سلاح المؤمن في أداء رسالته النبيلة سواء في دعوة الناس إليها, أو في الدفاع عنها وتفنيد الشبه المثارة حولها, كما أنها سبيل الداعية في التعامل مع أمثاله من الدعاة خاصة إذا تباينت الآراء واختلفت وجهات النظر فالحوار طريق لتوحيد الأمة الإسلامية لذلك يمكن أن يقال أنه بمقدار ما يكون الداعية متمكناً من فن الحوار, محيطاً بآدابه وأساليبه, يكون أقدر على النجاح في دعوته, ولذلك كان لابد من دراسة هذا الموضوع والعناية به وتأصيله, ومن ثم الرجوع إليه بين الحين و الآخر, ليراجع الداعية طريقته في النقاش و أسلوبه في عرض الدعوة, فيحسن أداءه ويصلح أخطاءه ليتحقق له بذلك الهدف والغاية من كلامه وحواره .
معيض الربيعي
الحوار في حياة الداعية.
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/216191/