في الأيام القليله الماضيه قضى الحجاج عبادة من أعظم العبادات وقربه من أعظم القربات ، عاد الحجاج بعدها فرحين بما آتاهم الله من فضله ، يقول الله تعالى (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) فإلى كل من حج البيت العتيق وجاء من كل فج عميق هاأنت بعد ان اديت كل الشعائر تتهيأ للرجوع الى ديارك .
احذر كل الحذر من العودة الى التلوث بالمحرمات وإياك إياك أن تهدم ما بنيت وتبدد ما جمعت فما أحسن الحسنة تتبعها الحسنة ، وما أقبح السيئة بعد الحسنة وأعلم أن من علامات قبول العمل الصالح اتباعه بعمل صالح .
وكن زاهدا في الدنيا ، راغبا في الآخرة ، وليكن حجك باعثا لك الى المزيد من الخيارات وفعل الصالحات سئل الحسن البصري رحمه الله تعالى ما الحج المبرور ؟ فقال ( ان تعود زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة ) .
واعلم ان الحج فرصه عظيمه الى العوده إلى ماهو أفضل ولفتح صفحه جديدة مع الله وأن يجعل أخلاقيات الحج نبراسا له بعد عودته من رحلة الحج وأن يجعلها منهاج حياة يحيا بها ويتعامل بها غيره.
فما أجمل أن يعود الحاج الى أهله ووطنه بالأخلاق الكريمة والسجايا الحسنة ، يعود كريم المعاشرة طاهر الفؤاد ، ناهجا منهج العدل والحق والسداد.
فحريُ بالحاج أن يشكر الله على ما حباه وأن يحمده على ما أعطاه وأن يقوي رجاءه بالله في قبول حجه ومحو ما سلف من ذنوبه وأن يجدد حياته وينفض عنه غبار الكسل وان يجدد علاقته بخالقه وعلاقته بالمخلوقين وأن يملأ صفحته البيضاء بأحسن الأقوال والأعمال ويجدد العهد والعزم للأنطلاق نحو حياة أفضل .
معيض الربيعي
ماذا بعد الحج
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/216173/