عندما تسكن هيبة القرآن في قلوبنا ترحل كل الظنون .... ويُعَمِّر الرضى صرحا لا يخور ولا يهتز .. . القرآن في الدنيا هدى ونور ... وفي الآخرة اقرأ وارتقي .... ساعات نقضيها مع القرآن هي بركة نحس بها .... وفتوحات تتدفق علينا ...ومشاعر تختلج في قلوبنا مابين راج وخائف .. كما قال تعالى: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ﴾[الزمر : 23].
يقول الكاتب إبراهيم السكران في كتابه الطريق إلى القرآن . "يا لأسرار القرآن .. ويا لعجائب هذه الهيبة القرآنية التي تتطامن على النفوس فتخبت لكلام الله، وتتسلل الدمعات والمرء يداريها ويتنحنح، ويشعر المسلم فعلاً أن نفسه ترفرف من بعد ما كانت تتثاقل إلى الأرض .."
- ولا يكون ذلك إلا بحضور القلب والوعي لما يقول لنا الله سبحانه وتعالى فقد قال الحسن البصري " (اطلب قلبك في ثلاثة مواطن: عند سماع القرآن وفي مجالس الذكر وفي أوقات الخلوة فإن لم تجده في هذه المواطن فسل الله أن يمن عليك بقلب فانه لاقلب لك) ولا مجال لحضور القلب في القرآن إلا بمدارسته وتلاوته وسماعه آناء الليل وأطراف النهار .. كيف لا نتدارسه وهو كلام رب العالمين ... ومعجزة خير المرسلين .. ويبقى لليل وقع آخر في قراءة القرآن ، وسمة تتجسد في سكون الليل وهجدة الخلائق ويقظة القلب ... فهنيئا لأهل القرآن وهنيئا لمن يعرفون هيبته . اللهم اجعلنا منهم ..فهم أهل الله وخاصته . ...