أنت أمل الأمة المشرقة وفجرها الجديد ..؟! فـ مَنزِلَتِكْ عند الله ترتفع وترقى كلما أخلصت النية وابتغيت في صلتك بـ كتاب الله وجهه وحده لانِدّ له.. قال:-صلى الله عليه وسلم-(يقال لقارئ القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها )رواه أبو داؤود والترمذي والنسائي وأحمد .
ومنزلة قارئه والعامل بأحكامه فوق غيره من الناس قال -صلى الله عليه وسلم- { إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع آخرين } رواه مسلم .
وقد عَلمنا من حديث عائشة أن لقارئ القرآن حالتان :
- رجل أتاه الله ملكة الفصاحة والبيان والنطق السليم فهو كما قال الحبيب عنه مع السفرة الكرام البررة .
- ورجل لم ينشأ على الفصاحة والبيان لعجمته ،أو لبعده عن العالم والعلماء فهذا له في قراءته أجران .
ولا يخفى على أحدٍ بأن حسنات قارئ القرآن تتضاعف ,فعن ابن مسعود قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم - {من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول آلم حرف ، ولكن ألف حرف ،ولام حرف ،وميم حرف } رواه الترمذي .
ومن العجيب أن صاحب القرآن يعطى أفضل مما يؤمل ,فقد قال الحبيب -صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه :
{ من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ماأعطي السائلين} رواه الترمذي .
واحذر أن تشغلك أمور الحياة الدنيوية الفانية عن صلتك بكتاب الله عز وجل.. وتذكر أن الوقت الذي تقضية مع كتاب ربك ليس وقتاً ضائعاً إطلاقاً,بل وقتاً تكتسب به آثاراً إيجابية,وطاقةً إيمانية ,وقوةً روحية وبركةً وسعادة تنعكس على طريق حياتك الدنيوية والآخروية .
وأخيراً أوصيك بالتمسك بهذا الكتاب تِلاوة ، وحَفظاً، وفِهماً، فليست العبرة أين وصلت في القرآن ،بل العبرة أين وصل القرآن في قلبك .
قال أعز من قائل :
{ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } (القمر-17) .